============================================================
برهان أوضح من علم العروض الذى لاعن حكيم أخذه ، ولا على مثال تقدمه احتذاه ، وإنما اخترعه فى ممر له بالصفارين ، من وقع مطرقة على طست ، ليس فيها بيان ولاحجة يؤديان إلى غير حكايتهما . أو يفيدان غير جوهرهما ، فلو كانت أبامه قديمة ، ورسومه بعيدة لشك فيها بعض الأمم، لصنعه مالم بصنعه أحد منذ خلق الله الدنيا ، من اختراعه العلم الذى فدمنا ذكره ، ومن تأسبه كناب العين الذى يحصر لغة كل أمة من الأمم قاطبة. ثم من إمداده سيبويه من علم النحو بما صنف من الكتاب الذى هو زينة لدولة الإسلام ، وفلسفة تنحب بها العرب على كل أمة . وقد أبان عن حاله جعفر بن بحيى بن خالد ، فإنه قال يوما : حضرت البارحة مجلس أمير المؤمنين الرشيد ، فتذاكرنا علماه الملة من كل فن ، فاختلفنا ثم اتفقنا على أنه لم يرفيهم من برع براعة الخليل : وابن المقفع ، ألى حنيفة: والفزارى . قالوا : فالإقبال ساق إلى دولة العرب مثل الخليل، ومثل شام ابن الكلبى الذى عنى فم بضبط الأنساب : فصنف فيها خة كتب ، وهى : المنزل ، والجمهرة، والموجز . والفريد، والملوكى.. ومثل عيى بن بزبد ابن دأب الكنانى ، وهو الذى ارتفع فى جلالة القدر أنه كان ينكي فى مجلس الخليفة الحادى ، ولا يعرف أحد قبله ولا بعده نال هذه الحظوة : قالوا : وابن دأب يعد من علماء مضر : وهو تاسع تحعة من علمائهم الذين هم: اين دأب الكنانى ، وأبو بكر الهنل ، وزيد بن عيانس بن جعدبة ، وأبو عمرو بن العلاء المانى، والنضر بن شميل المازنى أحد تلامذة أبى عمرو ، وأبو عبيدة معمر بن المثى م ول تيم قريش، وعبد الملك بن قريب الباهلى ، وهو الأصمعى ، ومحمد بن اساق بن يشار مولى قريش، وأبو البقظان مول بى فحيف من ربيعة مالك : كما أن ابن الكلبى سابع سبعة من علماء اليمن الذين هم : محمد بن السائب الكلبى ، ابنه هشام أبو المنذر ، والهينم بن عدى ، والشرفى بن القطامى ، وعوانة بن الحكم الكلى ، ومحمد بن عمر بن واقد الأسلمى ، وأبو زيد سعيد بن أوس الأنصارى .
قالوا : فهؤلاء على جلالة أخطارهم، ونفاسة علمهم لو جمعوا كلهم فى صعيد واحد لم يعشروا الخليل ، ولا نالوا فى العلم أدنى درجاته ، وما ظنكم برجل تولاء كل جيل ، ومال إليه كل فرقة ، حتى حل فى صدورمم فنحوه الذكر الجميل السنهم ، فهذا أحمد بن الطيب ، وهو فيلسوف ذلك العصر ، كان بعد الخليل
पृष्ठ 31