81

فقال: صدقت الآن فارجع به الى بلده واحذر عليه اليهود، والله لئن عرفوا منه ما عرفت ليقتلنه، وان لابن أخيك لشأنا عظيما.

فقال: إن كان الأمر كما وصفت فهو في حصن الله.

وفي ذلك يقول أبو طالب وقد أوردها محمد بن إسحاق:

إن ابن آمنة النبي محمد

عندي بمثل منازل الأولاد

لما تعلق بالزمام رحمته

والعيس قد قلصن بالأزواد

فارفض من عيني دمع ذارف

مثل الجمان مفرد الأفراد

راعيت فيه قرابة موصولة

وحفظت فيه وصية الأجداد

وأمرته بالسير بين عمومة

بيض الوجوه مصالت الأنجاد

حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا

لاقوا على شرف من المرصاد

خبرا فأخبرهم حديثا صادقا

عنه ورد معاشر الحساد (1)

حدث الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين (رحمه الله)، قال:

حدثنا علي بن أحمد: قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن اسماعيل، عن عبد الله بن أحمد ... (2) قال: حدثني أبي، عن ابن شبرة، عن عبد الحميد بن سهل، عن صفية بنت شيبة، عن آمنة بنت أبي سعيد السهمي.

قالت: امتنع أبو طالب من إتيان اللات والعزى بعد رجوعه من الشام في المرة الاولى، حتى وقع بينه وبين قريش كلام كثير، فقال لهم أبو طالب: إني لا يمكنني أن افارق هذا الغلام ولا مخالفته، وأنه يأبى أن يصير إليهما ولا يسمع بذكرهما، ويكره أن آتيهما أنا.

قالوا: فلا تدعه وأدبه حتى يفعل ويعتاد عبادتهما.

فقال أبو طالب: هيهات ما أظنكم تجدونه ولا ترونه يفعل هذا أبدا.

قالوا: ولم ذاك؟

पृष्ठ 84