दुर्र नज़ीम
الدر النظيم
عبد الرزاق، وجلست في مسجد جامعها أؤدب الصبيان سنة لا أرزاهم شيئا ولا أقبل منهم برا، فمشى إلي آباؤهم فقالوا: وجب حقك علينا، تؤدب أولادنا ولا ترزأنا شيئا ولا تقبل منا هدية.
فقلت: إني في كفاية، والذي خرجت له غير هذا.
قالوا: ولم خرجت؟
قلت: لعبد الرزاق.
فقالوا: علينا أن نأتيك به، فمضوا بأجمعهم الى عبد الرزاق، فقالوا له: إن أردت مكافأتنا يوما فاليوم رجل طوى علينا من العراق يؤدب أولادنا ويعلمهم كتاب الله ولا يرزؤنا شيئا ولا يقبل منا برا وقد أحببنا أن نكافئه.
فقال عبد الرزاق: قوموا بنا إليه، فقام عبد الرزاق مع القوم، فلما رأيته على باب المسجد وثبت إليه حافيا حاسرا، فأخذ بيدي وقال: وجب حقك علي وعلى القوم فامض معي، فمضيت معه الى منزله، فقال لي: ترى ما هاهنا من العلم.
فقلت: نعم جعله الله حجة لك ولا جعله حجة عليك. فقال لي: قد ألحتك فسل عما بدا لك.
فقلت: خصني بغرائبه.
فقال: لاحدثك بحديث كان عندي في التخت المخزون: حدثني معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: إن السماء طشت على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلا، فلما أصبح قال لعلي: يا علي امض بنا الى العقيق ننظر الى حسن الماء في حفر الأرض.
قال علي (عليه السلام): على يدي، فمضينا فلما وصلنا الى العقيق نظرنا الى صفاء الماء في حفر الأرض، فقلت: يا رسول الله لو أعلمتني من الليل اتخذت لك سفرة من الطعام تصيب منها هاهنا.
فقال لي: يا علي إن الذي خرجنا إليه لا يضيعنا، فبينا نحن وقوف إذا نحن بغمامة قد أظلتنا تبرق وترعد حتى قربت منا، فألقت بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) سفرة
पृष्ठ 147