القاري البغدادي الأديب الشاعر (ت ٥٠٠ هـ)، وذلك كما فعل بكتاب "التنبيه" للشيرازي في فقه الشافعي ﵀.
كما نظم "مختصر الخرقي" الإمام العلامة الحنبلي، الشهيد يحيى بن يوسف الصرصري (ت ٦٥٦ هـ) ذكر ذلك ابن رجب وغيره (١) وسمى هذا النظم "الدرة اليتيمة" كما قال:
فلا ترغبن عن حفظها فهي درة ... يتيمة استحسنتها في التنقد (٢)
وأخيرًا جاء مؤلفنا العلامة يوسف بن عبد الهادي ﵀، فعني واهتم بمختصر الخرقي، فألف كتابه الذي نقدم له وهو "الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي" وذلك في لغات الخرقي ومفرداته، وهو مهم في بابه كما سيأتي. وكتابًا آخر في تخريج أحاديث المختصر وهو "الثغر الباسم في تخريج أحاديث مختصر أبي القاسم".
هذه نماذج ذكرناها للتمثيل لا للحصر والاستقصاء في المؤلفات التي أفردت في شرح هذا المختصر الفقهي والعناية التي أولاها له نخبة من الفقهاء البارزين.
ولعل المتخصص في العناية بقراءة تراجم العلماء، وخصوصًا الحنابلة منهم، يعثر على الكثير ممن توجهت هممهم العلمية لدراسة مختصر أبي القاسم ﵀ وذلك بالحفظ والكتابة عليه والتعليق على فوائده، فهو بالجملة مختصر مفيد فيه غزارة علمية وعناية فائقة بالمسائل الفقهية مع الإيجاز والاستيعاب نفع الله المسلمين به.
وفاة الخرقي:
توفي الخرقي ﵀ بعد حياة حافلة بالعلم والعمل سنة ٣٣٤ هـ وذلك على أثر منكر أنكره بدمشق، فضرب حتى مات من أثر ذلك ودفن لا مقابر الشهداء بدمشق آنذاك.