إزالة الأذى من الجسد
الأمر الثاني: يُسَنُّ للمسلم أن يزيل كل شيء، فيزيل المسلم ما فيه من الشعور، فبعض الناس -هداهم الله- يزيلون الشعور التي يجب أن تبقى، ولقد قُسِّمت لنا الشعور في الإنسان على ثلاثة أقسام: - قسمٌ من الشعور يجب إبقاؤه، كشعر اللحية والحواجب، فلا يجوز للمسلم أن يَجُزَّه.
- قسمٌ يجب إزالته فلا يَيْقى، وهو شعر الإبط والعانة، فهذا لا بد من زواله، وقد أمِرْنا به.
- وقسمٌ سكت عنه الشارع، فلم يبيِّن لنا فيه حكمًا، وهو ما يوجد في اليدين، أو في الصدر، أو في الفخذين، أو في الساقين، فهو مسكوت عنه، إن أزاله الإنسان أو أبقاه فلا حرج عليه.
هكذا ينبغي أن نعلم.
وأنت إذا انطلقت ووصلت إلى الميقات، فإنك ترى عجبًا من بعض الطائفين -هداهم الله- ستجد الرجل منهم محرمًا؛ ولا شك أنه يتبيَّن منه شيءٌ من إبطه، فتجد أن شعر الإبط ربما يكون له سنة أو سنتين لم يحلقه، ويكون هذا من الجهل والخطأ في سنة النبي ﷺ، فالصحابة الأطهار الأخيار ﵃ وأرضاهم، يقولون: (وقَّت لنا النبي ﷺ أربعين ليلة)، فما عداها فلا يجوز للمسلم أن يزيد عليها، بعد الأربعين يجب، أما قبله فقد ذَكَرَت كتب الفقه وغيرها أنه ينبغي أن يتعاهده المسلم كل جمعة، فيصبح إبطه وعانته دائمًا نظيفة، أما أن تكون محلًا للأقذار والأوساخ والروائح المنتنة، فهذا من جهلنا بهدي المصطفى ﷺ، وديننا لا مجال للاستحياء فيه، فلا بد أن نبين أحكام الشرع ليتفقه الناس، فقد كانت المرأة تسأل عن أمور خاصة، حتى قالت إحدى زوجات النبي ﷺ: إنَّك فضحتِ النساء يا امرأة، وقالت عائشة: [رحم الله نساء الأنصار، كن لا يستحيين من الحق]، وهذا ديننا، ويجب أن نتفقه فيه.
3 / 19