249

दुरार

الدرر في اختصار المغازي والسير

अन्वेषक

الدكتور شوقي ضيف

प्रकाशक

دار المعارف

संस्करण संख्या

الثانية

प्रकाशन वर्ष

١٤٠٣ هـ

प्रकाशक स्थान

القاهرة

الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ قبل فتح مَكَّة إِلَى الْمُنْذر بْن١ سَاوَى الْعَبْدي، فَأسلم وَحسن إِسْلَامه، ثمَّ هلك بعد رَسُول اللَّه ﷺ قبل ردة أهل الْبَحْرين، والْعَلَاء عِنْده أَمِير لرَسُول اللَّه ﷺ على الْبَحْرين.
وَقدم على رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَفد طييء، فيهم زيد الْخَيل وَهُوَ سيدهم، فَعرض رَسُول اللَّه ﷺ عَلَيْهِم الْإِسْلَام، فأسلموا. وَرُوِيَ أَن رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: "مَا وصف لي رجل من الْعَرَب إِلَّا وجدته دون مَا وصف إِلَّا زيد الْخَيل فَإِن وَصفه لم يبلغ [مَا] ٢ وصف بِهِ". وَسَماهُ رَسُول اللَّه ﷺ زيد الْخَبَر.
وَقدم على رَسُول اللَّه ﷺ عدي بْن حَاتِم الطَّائِي فِي قومه من طييء، وَكَانَ نَصْرَانِيّا، فَمضى بِهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ، وَأدْخلهُ [إِلَى بَيته] ٣ وَتَنَاول وسَادَة من أَدَم٤ حشوها لِيف، فطرحها، وَقَالَ لَهُ: "اجْلِسْ عَلَيْهَا" فَقَالَ: بل أَنْت فاجلس عَلَيْهَا يَا رَسُول اللَّه، فَجَلَسَ رَسُول اللَّه فِي الأَرْض وَأَجْلسهُ على الوسادة، ثمَّ لم يزل يكلمهُ ويعرض عَلَيْهِ مَا فِي دِينِهِ النَّصْرَانِيَّةِ مِمَّا أحدثوه فِيهِ من الشّرك، ويعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام ويخبره أَنه دين سيبلغ مَا بلغ اللَّيْل وَالنَّهَار وَأَنه لَا يبْقى عَرَبِيّ إِلَّا دخل فِيهِ طَوْعًا أَو كرها، فَقبل عدي الْإِسْلَام، وَأسلم وَحسن إِسْلَامه، وَتَبعهُ قومه فأسلموا وَحسن إسْلَامهمْ.
وَقدم عَلَيْهِ فَرْوَة بْن مسيك الغطيفي، وعداده فِي مُرَاد، مفارقا لملوك كِنْدَة ومباعدا لَهُم إِلَى رَسُول اللَّهِ ﷺ فَأسلم وَحسن إِسْلَامه، وَأَمَّرَهُ رَسُول اللَّهِ ﷺ على قومه٥. وَلم يرْتَد فَرْوَة حِين ارْتَدَّت الْعَرَب.
[وَقدم٦ عَلَيْهِ ﷺ عَمْرَو بْن معد يكربَ، وَكَانَ قد قَالَ لقيس بْن المكشوح: إِنَّك سيد قَوْمك وَإِن مُحَمَّدًا قد خرج بالحجاز نَبيا، فاقدم بِنَا عَلَيْهِ، فَإنَّا إِن قدمنَا عَلَيْهِ لم يخف علينا أمره، فَأبى قيس بْن المكشوح، فَقدم عَمْرو هُوَ وناس مَعَه من

١ الْمُنْذر بن سَاوَى: كَانَ أَمِير الْبَحْرين حِينَئِذٍ.
٢ زِيَادَة من ر.
٣ زِيَادَة من ر وَابْن هِشَام وَغَيره.
٤ أَدَم: جلد.
٥ فِي ابْن هِشَام ٤/ ٢٢٩: وَاسْتَعْملهُ النَّبِي ﷺ على مُرَاد وزبيد ومذحج كلهَا وَبعث مَعَه خَالِد بْن سعيد بْن الْعَاصِ على الصَّدَقَة.
٦ زِيَادَة من ر.

1 / 256