93

डुमुक बिलयात्शु

دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة

शैलियों

توقعت أن أسمع منه فلم يتكلم، شعرت أن الأفكار تصل إلى باب فمه وتتوقف، قلت لنفسي: ربما نسي ما أراد أن يقول، ربما كان الناس على حق عندما سموه دوامة الوهم، إن الدوامة تجرفه وتدور به في كل اتجاه، هلا سموه دوامة النسيان؟

كنت قد سمعت بالقيصر الأصفر أثناء طوافي بالقرى والبلاد، والجبال والوديان، ظللت أسأل عنه كل من ألقاه على الطريق حتى عثرت عليه، ولم أكد ألمح أسوار قصره من بعيد حتى اندفعت نحوه بقوة نسر جائع، لم ألتفت للحراس والحجاب والجنود، بل دخلت عليه قاعة العرش ورحت ألقي أسئلتي قبل أن ينتبه إلى وجودي، ابتسم القيصر الأصفر واعتدل في جلسته وأشار إلي أن أقترب وقال: لا شيء هنالك لتفكر فيه ، لا يجدي أن تتأمل أو أن تعمل، لن ينفع علم أو قول، والمعرفة لن تعرفك به.

أردت أن أعترض، حاولت أن أحتج، كنت على وشك أن أهتف به: وإذا لم تعرفني المعرفة به، فكيف أعرفه؟ عندئذ دخل صوته الهادئ في سمعي كتيار ماء بارد: لا أرض لتقف عليها، لا شيء تقبض عليه لكي تقترب من الطريق، لا شيء ولا أحد تتبعه، لا درب تسير عليه لكي تصل إلى الطريق.

رويت له ما كان من أمري مع الناسك الذي لا يتكلم ولا يعمل، ومع دوامة الوهم الذي أوشك أن يتكلم فلم يستطع، ثم رفعت يدي كأني أشير إليهما على البعد وقلت: حسن! أنت وأنا نعرف هذا، لكن الناسك والواهم لا يعرفان. من منا على حق؟

اتسعت ابتسامة القيصر الأصفر، ضحك وقال: الصامت الذي لا يعمل على حق، والواهم في دوامته قريب من الحق، أما أنت وأنا فمخطئان، أنت وأنا ...

هممت أن أقاطعه فلم أجد ما أقوله، أحسست كأن الصامت يقف هناك ويحذرني من الكلام، أو كأن دوامة الوهم قد أعداني بالنسيان، واستطرد القيصر الأصفر قائلا: إن الذين يعرفون لا يتكلمون، والذين يتكلمون لا يعرفون. قلت للقيصر الأصفر: لقد سألت الصامت الممتنع عن العمل فلم يجبني، هل كان يريد أن يتكلم فلم يقدر؟ وسألت دوامة الوهم وأحسست أنه يوشك أن يتكلم، غير أنه لم يقل شيئا، هل رفض أن يتكلم، أم نسي ما أراد أن يقوله، والآن أسألك فتجيبني بأنك مخطئ وأنني مثلك في الخطأ، ماذا تقصد بقولك هذا؟

قال القيصر الأصفر وكأنه يجذب ستارة كثيفة أمامه وأمامي: «كان الصامت الممتنع عن الفعل على حق؛ لأنه لم يكن يعرف، وكان دوامة الوهم قريبا من الحق لأنه نسي ما كان يعرف، أما أنت وأنا فعلى خطأ لأننا نعرف»، قلت محتجا: لأننا نعرف؟! وماذا نعرف؟ ألم أحضر إليك لأعرف؟ وإذا كنت تعرف فلماذا لم تعلمني، لماذا لم ترو ظمئي وتشبع جوعي؟ لماذا؟

لكن القيصر كان قد أشار برأسه إشارة شدني بعدها الحراس والحجاب إلى خارج القاعة، ثم إلى خارج القصر.

عدت أطوف البلاد والقرى، وأعد المياه والجبال، حدثني الفلاحون والصيادون في المناطق النائية على حدود المملكة عن حكيم يدعى تشينج، سألتهم: هل يعرف هذا الحكيم؟ هل يمكنه أن يدلني على الطريق؟ كانوا يلزمون الصمت كلما سمعوا اسم المعرفة أو فعل يعرف. اكتفى أحدهم بعد الإلحاح عليه بقوله: إنه يملك الطريق. ذهبت إليه في كوخه المتواضع على شاطئ النهر الأخضر وقلت: هل يمكنني أن أملك الطريق؟

قال تشينج: جسدك ليس ملكا لك، فكيف تريد أن تملك الطريق؟

अज्ञात पृष्ठ