91

डुमुक बिलयात्शु

دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة

शैलियों

في اليوم التالي جاء الاثنان مرة أخرى لزيارة هو-تسي غير أن كي-هسين لم يقو على الصمود، فخرج مرتبكا ولاذ بالفرار.

هتف هو-تسي صائحا: «اتبعه!» وجرى لي-تسي وراءه، ولكنه لم يستطع اللحاق به؛ ولهذا رجع وأخبر هو-تسي أن الهارب قد اختفى.

قال هو-تسي: «لقد أظهرت له نفسي كما ظهر الطريق قبل أن تبدأ البداية، كنت في نظره أشبه بالفراغ العظيم الذي يستمد وجوده من ذاته، وعجز عن أن يعرف من الذي يراه ماثلا أمامه: فقد تبدى له مرة في حالة التلاشي، وتجلى له أخرى في حالة التدفق؛ لهذا هرب بجلده.»

هنالك أدرك لي-تسي أنه لم يكن قد بدأ بعد في اكتساب المعرفة؛ ولذلك قفل راجعا إلى بيته وقضى فيه ثلاث سنوات دون أن يغادر بابه، أخذ يساعد زوجته في طهو الطعام لعائلته، وفي تغذية الخنازير وكأنها مخلوقات بشرية، ونفض يديه من أعمال الحفر على الخشب والتصوير التي اعتاد ممارستها ورجع إلى البساطة الخالصة.

بدا لكل من يراه كأنه طود من الطين الثابت في الأرض وسط الاضطراب كان رابط الجأش ثابت الجنان، هكذا بقي إلى النهاية.

الأنقياء

من يعرف شأن السماء، من يعرف شأن الإنسان، فقد بلغ الغاية، وهو إذا عرف «السماوي» فقد عرف الأصل الذي جاء منه، وإذا عرف «الإنساني» فقد استقر في معرفة المعروف، وتوقع معرفة المجهول، إن الوصول بالحياة المقسومة إلى الكمال، وتجنب الهلاك في منتصف الطريق هو نضج المعرفة، بيد أن ذلك ينطوي على نقص، فالمعرفة مرتبطة بالنضج، والنضج غير مؤكد، ومن أين لي أن أعلم أن ما أتصور أنه هو السماوي ليس في الحقيقة هو الإنساني، وأن ما أعتقد أنه هو الإنساني ليس في الحقيقة هو السماوي؟ لا بد أن يكون لدينا أناس أنقياء، عندئذ يمكننا أن نحوز العلم النقي.

ولكن من هو الإنسان النقي؟

لقد كان الأنقياء في العصر القديم يعملون بغير أن يحسبوا حسابا لشيء، وكانوا في سعيهم لا يحرصون على ضمان النتائج، ولا يشغلون أنفسهم بتدبير الخطط، إذا أخفقوا لم يجدوا في الإخفاق ما يدعو للندم، وإذا أصابوا النجاح لم يروا فيه ما يدعو للزهو، بذلك استطاعوا أن يتسلقوا الذرى دون أن يشعروا بالخوف، وأن يغوصوا في الماء دون أن يحسوا بالبلل، وأن يخطوا في النار دون أن يهابوا لسعها، هكذا قربتهم معرفتهم من الطريق (الطاو).

كان الأنقياء في العصر القديم ينامون بلا أحلام، ويصحون من نومهم بلا قلق، كانوا يأكلون بلا نهم، ويتنفسون بعمق، ذلك أن تنفس الأنقياء يأتي من أعمق الأعماق، أما أنفاس العامة والوضعاء فتأتي من الحلوق.

अज्ञात पृष्ठ