صدق الله العظيم الذي تصاغر كل شيء لعظمته, صدق الله الملك القوي الذي خضع كل شيء لقوته, صدق الملك الأزلي الذي علم كل شيء في سالف أزليته, صدق الملك العزيز الذي استسلم كل شيء لعزته, ذلك الله الذي لا إله إلا هو من بهرت قدرته, وشملت منته, وأفحمت الواصفين صفته, وجلت عظمته, وجمت عطيته, وتبرهنت حجته, وتمت كلماته , ملك يعلم خفي الأسرار, ويحصي عدد ورق الأشجار, وما انهل من مغدودق الأمطار, ويرى دبيب النمل على الصخرة بلا كيفية ولا استخبار, وحركات المخلوقات في لجج البحار, وهو الملك الجبار,العزيز الغفار, الذي كل شيء عنده بمقدار, الذي أكرمنا بالنبي المختار, وآله الأطهار, ذي الخد البهي, والخلق الرضي, والوجه الأنور, والجبين الأزهر,المخصوص بالحظ الأوفر, والنصر والظفر, والشفاعة والكوثر, صلى الله عليه وعلى آله ماطلع شمس وقمر,أو هب نسيم بسحر. اللهم أحيينا على ملته, وارزقنا العمل بسنته, وأدخلنا في شفاعته, واسقنا من حوضه, وعرفنا بوجهه كما عرفتنا باسمه, وأدخلنا في زمرته, وامنن علينا بمجاورته. اللهم لك الحمد على ما وفقتنا له من تلاوة كتابك الكريم,الذي شرفته وعظمته, وجعلته مهيمنا على كل كتاب أنزلته.اللهم اجعلنا ممن يحل حرمته, ويعظم بركته, وينافس على تلاوته, ويرعاه حق رعايته, ويقوم بقسطه, ويفي بشرطه, وينعم في رياض خيره, ولا يلتمس الهدى من غيره.اللهم علمنا منه ما جهلنا, وذكرنا منه نسينا, واجعله عدة لنا لا حجة علينا, ونور به قلوبنا وقبورنا, واشرح به صدورنا, ويسر به أمورنا.اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم, وبارك لنا بالآيات والذكر الحكيم, وتقبل منا إنك أنت السميع العليم, وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم, واغفر لنا إنك على كل شيء قدير.اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا, وشفاء صدورنا, وجلاء أحزاننا, وذهاب همومنا وغمومنا, وسعة في أرزاقنا, وأنسا في قبورنا, ومكفرا لسيآتنا.اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وبصائر قلوبنا وعقولنا أبدا ما أبقيتنا, واجعله الوارث منا, واجعل ثأرنا على من ظلمنا, وانصرنا على من عادانا, ولا تجعل مصيبتنا في ديننا, ولا تجعل الدنيا أكبر همنا, ولا مبلغ علمنا, ولا غاية رغبتنا, ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا, وعافنا واعف عنا, واختم لنا بالحسنى.اللهم اجعله لنا نورا في الظلمات, وهدى من الضلالات, وجوارا من الهلكات, وأمنا من الآفات, ونوازل العاهات, وعافنا من الملمات, وضاعف لنا به الحسنات, واستعمل به أبداننا, ونعم بتلاوته قلوبنا آناء الليل وأطراف النهار, يا جبار الأرضين والسماوات.اللهم اجعله لنا في ظلم الليالي مؤنسا, ولجوارحنا عن الأهواء والمعاصي حابسا, ولألسنتنا عن الخوض فيما لا ترضاه مخرسا.اللهم سهل به على أنفسنا عند الموت كرب السياق, وزفرات الأنين, وترادف الحشا رج إذا بلغت الروح التراق, ودنا منها إلى الآخرة رحيل وانطلاق, والتفت الساق بالساق إلى ميقات يوم التلاق.اللهم بارك لنا في حلول دار البلاء, وطول الإقامة بين أطباق الثرى.اللهم أنسنا بالقرآن عند دخولنا القبر, ومعاينة نكير ومنكر, وحيرة المحشر, وشخوص البصر, كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر, ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر. اللهم ارحمنا إذا أيس منا الحبيب, وناء عنا القريب, ورجع المشيعون لقسمة الميراث, وتلذذ الأهل بالتراث, ونحن في بطون الأجداث لا نسمع مناديا, ولا نجيب داعيا, وقد صرنا زادا للدود, وتغيرت منا الخدود, وتقطعت منا الجلود, وقد صرنا عبرة للحبيب الصادق, وشماتة للبغيض المشاقق, فيا أسفاه على الأيام الماضية, ويا حسرتاه على الأوقات الخالية.اللهم ارحمنا إذا خرجنا من قبورنا وتواثبت علينا الملائكة الكرام إما للرحمة وإما للنقمة, وساقونا سوقا عنيفا من غير رحمة لنا ولا تخفيفا إلى بين يديك للمنع والعطاء والفصل والقضاء, وقد طال بين يديك ذل مقامنا, وجاعت بطوننا, وظمئت أكبادنا, ووجفت لشدة الهول قلوبنا, وطاشت عقولنا, وشخصت أبصارنا, واشتد الزحام, وتضايقت الأقدام, وشاب الغلام, وغلت الهام, وأحاطت بنا الملائكة الكرام, وظهرت الفضائح, وشهدت علينا الجوارح, وكثرت فينا النوائح والصوائح, وعظمت فينا المصائب والجرائح, وطال منا الوقوف, وتضايقت الصفوف, وذرفت العيون والأنوف, وزفرت النار, وانكشفت الأسرار, وانتهكت الأستار, وفاز الأخيار, وعطب الفجار, وغضب الجبار على كل متكبر جبار, وأحاطت بنا البلايا, وحلت الرزايا, وصرنا منقطعين, وللرحمة يا إلهي بفضلك يا كريم منتظرين, فلا تردنا اللهم من هذا المقام خائبين, ولا من عطائك محرومين, ولا عن بابك مطرودين يا أرحم الراحمين. أتراك يا إلهي تغل أكفا مدت بالتضرع إليك, واعتمدت راكعة وساجدة بين يديك, أو تقيد بقيود النار أقداما سعت لطاعتك منا منك عليها لا منا منها عليك, أو تصب الحميم في آذان تلذذت بسماع كتابك, أو تحرق أجفانا دمعت من خشيتك, أو تعذب أعضاء تضعضعت وتزلزلت من سطوتك, أو تغل أعناقا خضعت من هيبتك, أو تسحب في النار وجوها سجدت لعظمتك, أو تكب في الحميم أصلابا انحنت لطاعتك , أو تبدل جلودا اقشعرت من عظمتك, ما أظنك تفعل يا مولاي وعزتك, ما أصغت الآذان حتى صدقت, ولا أسبلت العيون بالعبرات حتى أشفقت, ولا عجت الأصوات بالدعاء حتى عرفت, ولا تحركت الألسن بالاستغفار ناطقة حتى ندمت. أتراك يا مولاي تطردنا عن بابك وقد قصدناك, أو تذلنا وقد عظمناك, أو تخذلنا وقد عرفناك, لا والله يا الله ما هذا ظننا فيك, وقد قلت وأنت أصدق القائلين, وقولك الحق المبين:{أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما شاء}, وقلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل "صلى الله عليه وآله وسلم":{ ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم }, ونحن لك شاكرين, وبك مؤمنين. اللهم ومن غلبه هواه وآثر دنياه, ولم يقم بحق الإيمان فإنه قد اعترف لك بالربوبية وشهد لك بالوحدانية, وعلى نفسه بالعبودية, فمن علينا بعفوك , وتغمدنا بغفرانك يا ولي الخير والإحسان, والكرم والامتنان. اللهم إنا نسألك بجلال جلالك, وبمعاقد العز من كبريائك, وبذاتك العظمى, وأسمائك الحسنى وبملائكتك وأنبيائك وأصفيائك وأوليائك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي وعلى آله, وسلم عليهم أجمعين, وعلى كل من يستحق الصلاة والسلام من المخلوقين, وأن تبلغنا بألطافك الخفية أبلغ ما تريده منا, وأن توزعنا شكر كل نعمة لك علينا, وأن تملأ قلوبنا وأجسادنا بمحبتك وبعظمتك على حد قدرتنا, وأن تصلح أحوالنا, وأقوالنا وأفعالنا وقلوبنا, حتى ترضى عنا, وأن تحيينا وتميتنا وتخرنا على أبلغ رضاك عنا نحن ومن ينبغي أن نشركه في دعائنا هذا, وأن ترحمنا الجميع في كل أحوالنا وأقوالنا, وأفعالنا وقلوبنا, حتى ترضى عنا بجودك وكرمك. اللهم إنا نسألك كلما ينبغي أن نسأله, ونعوذ بك من كل ما ينبغي أن نستعيذ منه, ونتوجه إليك بأعظم متوجه به, فتقبل منا يا كريم, واقبلنا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر لنا ولمن حضرنا من إخواننا وغاب عنا, ولمن جمع دعاءنا هذا, ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان, ولأهل الدور في دورهم, ولأهل القبور في قبورهم يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر لنا وللآبائنا ولأمهاتنا, ولأبنائنا ولإخواننا ولأخواتنا, ولأعمامنا ولعماتنا, ولأخوالنا ولخالاتنا, ولأجدادنا ولجداتنا, ولمشايخنا في الدين, ولمحبينا ولمن أحببناهم, ولمن آخانا فيك, ولمن واخيناه, ولجميع قراباتنا ومحبينا, ولجميع المسلمين والمسلمات, والمؤمنين والمؤمنات, الأحياء منهم والأموات بفضل:{ بسم الله الرحمن الرحيم : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين }, وعلى النبي وآله أفضل الصلاة والتسليم من يومنا هذا وإلى يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم آمين اللهم آمين.تم زبر هذا الختم عقيب عصر يوم الخميس الموافق:الخميس, 17 شوال, 1424 ه 11 / 12 / 2003 م بخط أسير ذنبه ورهين كسبه الحقير إلى الله والراجي عفوه ومغفرته /عبد الرحمن عبد الله المتميز غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات آمين اللهم آمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
पृष्ठ 5