Doroos Al-Sheikh Hassan Abu Al-Ashbal
دروس الشيخ حسن أبو الأشبال
शैलियों
ثمرات التزكية الناتجة عن الإيمان باسم الله الرزاق
ما هي ثمرة التزكية اللازمة والناتجة عن إيماني بأسماء الله وصفاته؟ ضربت مثلًا: لو أنني علمت أن الله ﵎ الرزاق ذو القوة المتين، وأن خزائن السماوات والأرض بيده، وأن الرزق في السماء لا في الأرض، فعلام أخاف إذًا؟ الرزق بيد الله، ليس بيد أحد من الخلق.
والبعض من الناس إذا سئل: هل أنت تؤمن بالله؟ وتؤمن بأن الأرزاق بيد الله؟ فيقول: نعم.
ولكن إذا قال له مديره أو رئيسه: يا فلان أنت قد تغيبت فوق الحد القانوني لك، ولذلك أنا سأفصلك من العمل، يأتي في آخر اليوم قد ارتعدت فرائصه، وعندما يسأل: لماذا يا فلان؟ يقول: لأن فلانًا سيقطع عيشي، سيقطع رزقي! وهل رزقك بيد ذلك الرجل؟ أنت وهو والخلق أجمعون في قبضة الله ﷿، والرزق كله بيد الله، فكم من عامل ترك عمله رغمًا عنه بقدر الله، وفي اليوم الثاني رزق بعمل در عليه من المال عشرات أضعاف ما كان يأتيه من العمل السابق: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [هود:١٧].
والله ﵎ يمن على عباده؛ لأنه صاحب المنة والفضل على عباده، لئلا يكفروا، ولذلك قال الله في كتابه: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [الذاريات:٢٢]، ولم يقل: ورزقكم في السماء، وإنما قال: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ﴾ [الذاريات:٢٢] لأن تقديم شبه الجملة المكون من الجار والمجرور يدل على الحصر، وأصل الجملة: رزقكم في السماء، لكن الله ﷿ لو كان ساق هذا السياق، لاحتمل اللفظ أن يكون رزقك في السماء وفي غير السماء، ممكن أن يكون في يد المدير أو في يد الزعيم، ولكن الله ﵎ حصر الرزق عنده فقط، فقال: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ﴾ [الذاريات:٢٢]، حتى لا تتوهم القلوب والأنفس أن هذا الرزق بيد غير يد الله ﷿.
قال: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ﴾ [الذاريات:٢٢]، يعني: فليس هناك رزق إلا وهو في السماء، فجميع الأرزاق مصدرها من عند من بيده خزائن السماوات والأرض، ولا يمكن أبدًا أن يكون الله خالقًا للخلق أجمعين ويجعل أرزاق الخلق في يد غيره فيضيعوها، ولذلك حصر الرزق بيده ﷾.
7 / 19