السموات والأرض: تفرق وانتشر وعدم؟! " (^١).
الوجه السادس: أن يقال لهؤلاء أنتم بين أمرين:
١. إما أن تقولوا بقدم السماوات والأرض وقدم العالم: وهذا كفر بين.
٢. وإما أن تقولوا بحدوثهما، وعليه فيكون الله قبل خلقهما منتشرًا متفرقًا معدومًا ثم لما خلقهما صار موجودًا مجتمعًا؟ وهذا من أقبح الكفر أيضًا!
فيكون قولهم دائرا بين نوعين من أنواع الكفر، مع غاية الجهل والضلال (^٢).
الوجه السابع: قد ثبت في الصحيح من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي ﷺ قال عن ربه: (حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه) (^٣)، فأخبر الصادق المصدوق أن الله لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من السموات والأرض وغيرهما، فمن تكون سبحات وجهه تحرق السموات والأرض لولا الحجاب، أيكون نوره إنما يحفظ بالسموات والأرض (^٤)؟!.
الوجه الثامن: من المعلوم أن صور العالم ومخلوقاته، تزيد وتنقص وتموت وتحيا، وفيهم الكافر والمؤمن، والبر والفاجر، وقد جعلها ابن حمويه هي أهداب جفن حقيقة الله، ويلزم على هذا ثلاث لوازم فاسدة:
الأول: أن تكون أهداب جفن حقيقة الله لا تزال مفرقة كاشرة فاسدة، تزيد وتنقص (^٥).
الثاني: أن يكون المشركون واليهود والنصارى والفجار من أجفان حقيقة الله! وقد لعن الله من جعلهم أبناءه على سبيل الاصطفاء فكيف بمن
(^١) المصدر السابق (٢/ ١٨٨) باختصار.
(^٢) انظر: مجموع الفتاوى (٢/ ١٨٨).
(^٣) رواه مسلم، كتاب الإيمان. (١٧٩).
(^٤) انظر: مجموع الفتاوى (٢/ ١٨٩).
(^٥) انظر: المصدر السابق (٢/ ١٩٠).