255

Doctrinal Debates of Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah

المناظرات العقدية لشيخ الإسلام ابن تيمية

प्रकाशक

الناشر المتميز

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

प्रकाशक स्थान

دار النصيحة - الرياض

शैलियों

الوجه الرابع: أن هذا مناقض لما قد علم بالضرورة من الدين والعقل أن الله بائن عن خلقه، فكيف يصح أن يقال إنه حل بالحلاج أو غيره (^١)؟!
الوجه الخامس: أن الله ﷿ أعظم وأكبر من جميع خلقه، فكيف يصح أن يقال: أنه حل بقلب الحلاج؟ وكيف يسع قلب الحلاج ونحوه ذات الحق سبحانه (^٢)؟!.
الوجه السادس: أن دعواهم مخالفة لما هو "معلوم بالاضطرار من العقل والدين أن الله لم يتكلم على لسان بشر، كما يتكلم الجني على لسان المصروع" (^٣)، "ولكن يرسل الرسل بكلامه فيقولون عليه ما أمرهم ببلاغه، فيقول على ألسنة الرسل ما أمرهم بقوله، كما قال النبي ﷺ: (أما إن الله قال على لسان نبيه سمع الله لمن حمده) (^٤)، فإن كل واحد من المرسل والرسول: قد يقال إنه يقول على لسان الآخر، كما قال الإمام أحمد بن حنبل للمروذي: (قل على لساني ما شئت) (^٥)، وكما يقال: هذا يقول على لسان السلطان كيت وكيت، فمثل هذا معناه مفهوم، وأما إن الله هو المتكلم على البشر، كما يتكلم الجني على لسان المصروع: فهذا كفر صريح" (^٦).
الوجه السابع: أن هذا القول مخالف لكمال غناه ﷿ مستلزم لفقره واحتياجه لما سواه، كقلب يحل فيه، أو لسان ينطق به، كما يقول هؤلاء -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- قال شيخ الإسلام ﵀: «وكل من وقع بنوع من الحلول لزم افتقار الخالق إلى غيره واستغناء غيره عنه» (^٧).

(^١) انظر: المصدر السابق (٥/ ٣٧٩).
(^٢) انظر: المصدر السابق (٥/ ٣٧٩).
(^٣) مجموع الفتاوى (١/ ١٥٨).
(^٤) رواه مسلم، باب: التشهد في الصلاة. برقم (٤٠٤).
(^٥) لم أقف على هذا الأثر.
(^٦) مجموع الفتاوى (٢/ ٤٨١ - ٤٨٢).
(^٧) درء تعارض العقل والنقل (١٠/ ٢٨٧).

1 / 272