98

दिया

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

शैलियों

فإن سأل عن قوله عز وجل: {هل ينظرون إلآ أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} (¬1) ، وقوله تعالى: {فأتى الله بنيانهم من القواعد} (¬2) ، و{فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا} (¬3) ، {وقدمنآ إلى ما عملوا من عمل} (¬4) ، {وجآء ربك والملك صفا صفا} (¬5) ، فقال: كيف أخبر أنه نزول من مكان إلى مكان؟ قيل له: المعنى في ذلك غير ما ذهب إليه، وهو أنه جاء وأتى أمره وحسابه وعذابه. وكان ابن عباس يقول: {وقدمنآ إلى ما عملوا} أي: عمدنا، فذكر نفسه وهو تعالى يريد أمره، فقال: {فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا} وهو يعني: أمره. وكما قال: {أفعصيت أمري} (¬6) ، والأمر لا يعصى، وإنما يعصى الآمر، فذكر الأمر وأراد الآمر، وهذا في اللغة /50/ موجود كثير. وكذلك {وجآء ربك والملك صفا صفا} يعني به: جاء أمر ربك بالقضاء بين عباده {والملك صفا صفا} (¬7) ، وهو ما ذكرناه أنه يذكر نفسه تعالى ويريد أمره، على التوسع والمجاز؛ لأنه يجوز في اللغة أن يقال: جاء الله بأمره، وأتى الله بأمره، كما يقال: أتانا الله بالخصب، وجاء الله بالخير. فقال: جاء الله، وأتى الله، وهو يعني: أمره؛ لأن الله تعالى قد دل بحجج العقول على أنه عز وجل لا يجوز عليه المجيء والإتيان الذي هو إتيان من البعد إلى القرب بالمسافة. والانتقال من مكان إلى مكان إنما يجوز على الأجسام المحدودة، والأجسام المحدودة لا بد أن تكون محدثة.

पृष्ठ 102