ولا يوصف تعالى بأنه موقن؛ لأن اليقين هو العلم الذي يستدركه العالم بعد الشك والارتياب، أو بعد أن لم يعلم، فيكون قد أيقن بذلك بعد أن كان فيه شاكا، فلما لم يجز أن يكون الله تعالى يعلم من بعد شك لم يجز أن يقال: إنه موقن.
وكذلك لا يقال: إنه مستبصر؛ لأن المستبصر في الشيء هو من استبصر فيه بعد شك، فلما لم يجز الشك على الله تعالى لم يجز أن يقال: إنه مستبصر.
وكذلك لا يقال: إنه متحقق؛ لأنه في معنى مستبصر وموقن، وهذا لا يوصف به أحد منا في الشاهد إلا بعد أن كان شاكا فيما يحققه واستبصر فيه.
وكذلك لا يوصف بأنه يشعر بالأشياء ولا يفطن؛ لأنه من يشعر ويفطن بالأشياء هو الذي لم يكن علمها قبل ذلك، والله تعالى لم يزل عالما بالأشياء، فلا تجوز هذه الصفة عليه تعالى.
وكذلك لا يوصف بأنه يحس بالأشياء؛ لأن الإحساس بالأشياء إنما هو أول ما يدرك من العلم بها، فلما لم يجز على الله تعالى استدراك العلم شيئا بعد شيء إذ كان الله لم يزل عالما لم يجز عليه تعالى هذا الوصف.
وكذلك لا يوصف تعالى بأنه يعقل بالأشياء كما يوصف بأنه يعلمها.
* مسألة [لم لا يجوز وصفه تعالى بالعقل؟]:
पृष्ठ 47