ويقال: إنه تعالى طاهر كما يوصف بأنه تقدس عن الأفعال القبيحة. ويقال: إنه يمكنه أن يفعل بمعنى أنه قادر. ويوصف بأنه بار بعباده؛ لأن بره وفضله قد عمهم. ويوصف بأنه سار؛ لأنه يسر أولياءه بدخول الجنة، وبما يعطيهم من الثواب، فهو سار لهم بذلك، وهذا هو حقيقة هذا الكلام، فأما وصف الناس لأولادهم إذا كانوا ما يريدون /21/ من الجمال: إن لفلان ولدا سارا فإن هذا لا يصح إلا مجازا؛ لأنه ليس للولد في ذلك فعل، فيكون سارا على الحقيقة، والسار على الحقيقة فاعل السرور؛ فلهذا وجب أن يوصف الله تعالى به إذا فعل السرور بعباده.
[وصف الله تعالى بالإبرام والتفضل...]
ويوصف الله تعالى بالإبرام والتفضل على ما أطلق القرآن؛ لأن إبرام الأمر هو إحكامه. والتفضل هو فعل من وصل (¬1) شيئا حتى يجعله مفضلا، وهو وصف صحيح وإن كان استعماله في صفاته تعالى قليلا.
ويقال: إن الله أعرب كلامه، ويقال: أغفل وطبع.
ويقال: اللهم إني أستجيرك، ولا يجوز: اللهم إني أستشيرك. ويقال: أعوذ بالله ثم بك، ولولا الله ثم فلان.
وقد اختلف في صفة الله تعالى بالفراغ، فقاله هلال بن عطية (¬2) في سيرته، ولم يجزه أبو الحسن (¬3) رحمه الله. ويأتي تفسير قوله تعالى: {سنفرغ لكم} (¬4) في باب بعد هذا إن شاء الله.
पृष्ठ 38