281

दिया

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

शैलियों

ويقال لهم: أخبرونا عن الإيمان، من خلقه لا من شيء؟ فإن قالوا: الله، أقروا بخلق الأفعال، وإن قالوا: المؤمن هو أحدث الإيمان لا من شيء، قيل لهم: وكيف يمكن الإنسان أن يحدث الإيمان لا من شيء وهو لا يدري كيف كان لا من شيء (¬1) ، ولا يتصور ذلك في وهمه. مع أن إحداث الأشياء لا من شيء من صفة الخالق تعالى؛ فقد وصفتم المخلوق بصفة الخالق سبحانه وتعالى.

ويقال لهم: أريتم الحركة التي تكون في الشجر؟ لم زعمتم أنها مخلوقة ولم تزعموا ذلك في حركة الإنسان وكل عرض؟ فإن قالوا: لو كانت أفعالنا مخلوقة لما عذبنا الله عليها، قيل لهم: فيلزمكم أن تقولوا: إن الإيمان مخلوق لأنه لا يعذب عليه، والكفر /125/ غير مخلوق لأنه يعذب عليه، وكلاهما فعلكم، فتناقض فعلكم.

ويقال لهم: هل يكون للعبد أن يتكلم بكلمة ليس عليه لله تعالى في تلك الكلمة نعمة؟ فمن قولهم: لا يكون إلا بنعمة من الله عز وجل، فيقال: أفنعمة الله إلى عبده أزلية أم محدثة؟ فلا بد من [أن يقولوا:] محدثة، فيقال لهم: هل يجوز أن تكون نعمة الله ليس هي من خلق الله؟ فلا بد من نعم، إن شاء الله.

فصل [استدلال عقلي على أن حركات العباد مخلوقة]

جاء الأثر عن ربنا تبارك وتعالى قال: «أنا الله الذي لا إله إلا أنا، خلقت الخير وقدرته، فطوبى لمن خلقته للخير وقدرته على يديه، أنا الله الذي لا إله إلا أنا خلقت الشر وقدرته، فويل لمن خلقته للشر وقدرته على يديه، لأني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون» (¬2) .

पृष्ठ 285