- ووجه ثالث وهو النجاة؛ لأن الله تعالى قد تبين أنه سيهدي المؤمنين بعد موتهم بقوله تعالى: {والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم} (¬1) ، ولا يكون الهدى بعد الموت إلا الثواب والنجاة؛ لأنه ضد الإضلال الذي يعاقب الله به الكافرين، وذلك الهلاك، فضده من الهدى هو النجاة، فعلى هذه الثلاثة الأوجه يصرف معنى القول: إن الله تعالى يهدي المؤمنين.
* مسألة [ما معنى إضلال الله تعالى للظالمين ؟ ] :
فإن قال: فما معنى قوله عز وجل: {ويضل الله الظالمين} (¬2) قيل له: معنى ذلك أنه يهلكهم ويعاقبهم؛ لأن الضلال في اللغة على وجهين: فوجه هو الهلاك، ووجه هو الذهاب عن الصواب وعن الطريق؛ لأن الله تعالى قال: {أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد} (¬3) يعني: هلكنا في الأرض. وقال تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} (¬4) يعني: أهلكها. وقال تعالى: {وضلوا عن سوآء السبيل} (¬5) ، يعني بذلك: ذهبوا عن الحق.
فلما لم يجز على الله تعالى أن يفعل الضلال الذي هو الذهاب عن الحق لأن ذلك كفر وعيب علمنا أن الضلال الذي يفعله الله هو الوجه الآخر وهو الهلاك.
* مسألة [ما معنى {من يضلل الله فلا هادي له }؟ ] :
पृष्ठ 26