ومثله وصفه لنفسه تعالى بأنه السلام (¬1) ، والسلام إنما هو المصدر المعقول، فلما كان يعقل عنه ما أراد بوصفه لنفسه بالسلام أنه الذي تكون السلامة /9/ من قبله جاز أن يوصف بذلك نفسه (¬2) توسعا.
ومثله: {ذالك بأن الله هو الحق} (¬3) فوصف نفسه بذلك مجازا؛ لأن الحق مصدر في أصل اللغة، والله تعالى لا يشبه شيئا من المصادر، وأراد بذلك أن عبادة الله تعالى هي الحق، وأن عبادة غيره هي الباطل. وقد يجوز أن يعني بقوله: {بأن الله هو الحق}: أن الله هو الباقي المحيي المميت، {وأن ما تدعون من دونه هو الباطل} (¬4) أراد به يبطل ويذهب، وأنه لا يملك لأحد ثوابا ولا عقابا.
ومن ذلك أيضا قول المسلمين: «يا غياث المستغيثين، ويا رجاء المستجيرين»، والغياث (¬5) والرجاء: هما المصدر في حقيقة اللغة، فوصفوا الله بهما توسعا ومجازا، وأرادوا بذلك أنه المغيث للمستغيثين، وأنه مرتجى الآملين.
مسألة [النور والسلام والحق والعدل والغياث والرجاء أأسماء هي أم صفات؟]:
पृष्ठ 15