164
(الفصل الثاني من الباب الثالث في الهجاء) قالوا أهجى بيت قالته العرب قول جرير: (فغضَ الطرفَ إنك من نميرٍ ... فلا كعبًا بلغتَ ولا كلابا) أخبرنا أبو أحمد أخبرنا أبو بكر بن دريد حدثنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة عن يونس قال قال عبد الملك بن مروان يومًا وعنده جلساؤه: هل تعلمون أهل بيت قيل فيهم شعر ودوا أنهم افتدوا منه بأموالهم، وو شعر لم يسرهم به حمر النعم؟ فقال أسماء بن خارجة نحن يا أمير المؤمنين، قال وما قيل فيكم؟ قال قول الحارث بن ظالم: (وما قومي بثعلبة بن سعدٍ ... ولا بفزارة الشعر الرقابا) فو الله يا أمير المؤمنين إني لألبس العمامة الصفيقة فيخيل لي أن شعر قفاي قد بدا منها. وقول قيس بن الخطيم: (هممنا بالإقامةِ ثم سرنا ... مسيرُ حُذيفة الخيرِ بن بدرِ) فما يسرنا أن لنا بها أوبه سود النعم. فقال هانئ بن قبيصة أولئك نحن يا أمير المؤمنين، قال ما قيل فيكم؟ قال قول جرير: (فغضَ الطرفَ إنك من نميرٍ ... فلا كعبًا بلغتَ ولا كلابا) والله لوددنا أننا افتديناه بأملاكنا، وقول زياد الأعجم: (لعمرك ما رماحُ بني نميرٍ ... بطائشة الصدور ولا قصارا) فو الله ما يسرنا به حمر النعم. قال أبو بكر وذكر أن جريرًا لما قال: (والتغلبيُ إذا تنحنحَ للقرى ... حكَ أستهُ وتمثلَ الأمثالا)

1 / 170