दीवान काबीर साबिल
ديوان عابر سبيل
शैलियों
ولكن «الجيبون» وحده هو الذي يصلح من الوجهة الشعرية أبا للفنانين والراقصين؛ لأنه لعوب طروب، رشيق الحركة خفيف الوثوب، يقضي الكثير من أوقاته في الرقص والمناوشة، ويحب أن يعرض للناس ألاعيبه وبدواته، وإذا صعد أو هبط في مثل لمح البصر فإنما يصعد ويهبط في حركات موزونة متعادلة، كأنما يوقعها على أنغام موسيقية لا تخطئ في مساواة الوقت ولا في مضاهاة المسافة، فإذا شهدته فاسأل نفسك: ما بال هذا القافز الماهر قد وقف حيث هو في «سلم الرقي»، ولم يأت على درجات السلم كلها صعودا ووثبا في بضعة ملايين من السنين؟!
هذا سؤال، وسؤال آخر تعود فتسأله: ماذا يفيد من الصعود إن كان قد صعد؟ الطعام المطبوخ؟! هو يأكل طعامه الآن نيئا وذلك أنفع، أو يأكله مطبوخا على يد غيره، وذلك أدنى إلى الراحة!
أو يفيد العلم؟ قصاراه إذن أن يقول: «لست أدري»، كما يقولها الإنسان كلما واجه معضلات الوجود.
أو يفيد وزن الشعر؟ هو الآن يزن الحركة كما توزن التفاعيل والأعاريض، وغاية مسعاه إذا أتقن وزن الكلام أن تعجز يداه وقدماه عن رشاقة الوثب ورقصات اللعب؛ لتستعيض منها بترقيص الكلمات وتوقيع المعاني وهو قاعد حسير!
أمام قفص الجيبون مجال واسع لأمثال هذه الأسئلة وأمثال هذه الموازنات:
أيهذا الجيبون أنعم سلاما
يا أبا العبقري والبهلوان
كيف يرضى لك البنون مقاما
مزريا في حديقة الحيوان؟ •••
العب الآن وانتظر بعد حقبا
अज्ञात पृष्ठ