84

أنت بالعزم راكب

(الطويل)

قال هذه القصيدة في مدح والده، وهو يهنئه بعيد الفطر سنة ثلاثمائة وثمانين ويذكر حسن تلافيه للفتنة بين السنة والشيعة.

ألا حيها، رب العلى، من غوارب # تعرقني بين العلى والمطالب (1)

وما لي وللآمال من دونها القنا # تهز، وسورات النوى والنوائب (2)

سئمت زمانا، تنتحيني صروفه، # وثوب الأفاعي أو دبيب العقارب (3)

مقام الفتى عجز على ما يضيمه، # وذل الجريء القلب إحدى العجائب

سأركبها بزلاء إما لمادح # يعدد أفعالي، وإما لنادب (4)

إذا قل عزم المرء قل انتصاره، # وأقلع عنه الضيم دامي المخالب

وضاقت إلى ما يشتهي طرق نفسه، # ونال قليلا مع كثير المعايب

وما بلغ المرمى البعيد سوى امرئ # يروح ويغدو عرضة للجواذب

وما جر ذلا مثل نفس جزوعة، # ولا عاق عزما مثل خوف العواقب

ألا ليت شعري هل تسالمني النوى # وتخبو همومي من قراع المصائب

إلى كم أذود العين أن يستفزها # وميض الأماني والظنون الكواذب (5)

حسدت على أني قنعت فكيف بي # إذا ما رمى عزمي مجال الكواكب

وما زال للإنسان حاسد نعمة # على ظاهر منها قليل وغائب

पृष्ठ 88