299

قمر من السعد

(الكامل)

وجه هذه القصيدة إلى أبي سعيد بن خلف وقد تخلص من نكبة لحقته.

يا دار من قتل الهوى بعدي، # وجدوا ولا مثل الذي عندي

لا تعجبي، يا دار، أنهم # أبدوا، ومن يك واجدا يبدي

ربع قريب العهد أحسبه # بالظاعنين، وقد مضى عهدي

لو حركت ذاك الرماد يد # لرأت بقايا الجمر والوقد

إني ليعجبني حماك، إذا # نشر النسيم ذوائب الرند

والماء تصقله الرياح كما # أبدى العياب مضاعف السرد (1)

حيا مريض ثراك غادية، # تعطيه ريح العنبر الورد

أو ذات نهد بين سارية، # تتلويان تلوي القد (2)

يتشقق البرق اللموع بها # وتروعه بتهزم الرعد

لي مقلة ما تستفيق جوى، # تدمى، ويقرع ماؤها خدي

والعيس ما وجدت تحن، ولا # تخفي، وأكتم دائما وجدي

وملام أيام، وليس لها # عطف وبعض اللوم لا يجدي

لا خير في دنيا نوائبها # تدوي، وداء منونها يعدي (3)

لا تحسبن الرزق مطرحا، # فالرزق بين مواضع الأسد

ولرب مصحوب غرضت به # غرض الخوامس من قذى الورد (4)

पृष्ठ 303