157

أودع كل يوم حبيبا

(المتقارب)

نظم هذه القصيدة في رثاء من فقدهم من أصدقائه وأهل بيته، وذلك في رمضان سنة 387.

أودع في كل يوم حبيبا، # وأهدي إلى الأرض شخصا غريبا

وأرجع عنه جميل العزاء، # أمسح عن ناظري الغروبا (1)

كأني لم أدر أن السبي # ل سبيلي، وأني ملاق شعوبا (2)

وأن ورائي سوقا عنيفا، # وأن أمامي يوما عصيبا

ولا أنني بعد طول البقاء، # أصاب كما أن غيري أصيبا

أماني أوضع في غيها # لريح الغرور بها مستطيبا (3)

تذكر عواقب موبي النبات، # ولا تتبع العين مرعى خصيبا

قعدت بمدرجة النائبات، # يمر الزمان علي الخطوبا (4)

على الهم أنفق شرخ الشباب، # وأعطي المنايا حبيبا حبيبا

تصاممت عن هتفات المنون # بغيري ولا بد من أن أجيبا

وأعلم أني ملاقي التي # شعبن قبائلنا والشعوبا

ألا إن قومي لورد الحمام # مضوا أمما، وأجابوا المهيبا

بمن أتسلى وأيدي المنون # تخالس فرعي قضيبا قضيبا (5)

نزعن قوادم ريش الجناح، # وأثبتن في كل عضو ندوبا

نجوم، إذا شهدوا الأنديات، # رجوم، إذا ما أقاموا الحروبا

पृष्ठ 161