البحر : وافر تام ( برزت من المنازل والقباب

فلم يعسر على أحد حجابي

فمنزلي الفضاء وسقف بيتي

سماء الله أو قطع السحاب

فأنت إذا أردت دخلت بيتي

علي مسلما من غير باب

لأني لم أجد مصراع باب

يكون من السحاب إلى التراب

ولا أنشق الثرى عن عود تخت

أؤمل أن أشد به ثيابي

ولا خفت الإباق على عبيدي

ولا خفت الهلاك على دوابي

ولاحاسبت يوما قهرمانا

محاسبة فأغلظ في حسابي

وفي ذا راحة وفراغ بال

فداب الدهر ذا أبدا ودابي

وإبطك قابض الأرواح يرمي

بسم الموت من تحت الثياب

شرابك في السراب إذا عطشنا

وخبزك عند منقطع التراب

رأيت الخبز عز لديك حتى

حسبت الخبز في جو السحاب

وما روحتنا لتذب عنا

ولكن خفت مرزئة الذباب

ذهب الموال فلاموا

ل وقد فجعنا بالعرب

إلا بقايا أصبحوا

بالمصر من قشر القصب

بالقول بذوا حاتما

والعقل ريح في القرب

ومحتجب والناس لا يقربونه

وقد مات هزلا من ورا الباب حاجبه

إذا قيل : من ذا مقبلا ؟ قيل : لا حد

وإن قيل : من ذا خلفه ؟ قيل ؛ كاتبه

يا طول يومي وطول ليلته

فليهن برغوثه بجذلته

قد عقدت بندها على جسدي

واجتهدت في اقتسام جملته

ولو أني وضعت ياقوتة

حمراء في راحتي لصارت زجاجا

ولو أني وردت عذبا فراتا

عاد لا شك فيه ملحا أجابا

فإلى الله أشتكي وإلى الفض

ل فقد أصبحت بزاتي دجاجا

شفيعي إل موسى سماح يمينه

وحسب مريء من شافع بسماح

وشعري شعر يشتهي الناس أكله

كما يشتهى زبد بزب رباح

إن رياح اللؤم من شحه

لا يطمع الخنزير في سلحه

كفاه قفل ضل مفتاحه

قد يئس الحداد من فتحه

هيهات تضرب في حديد بارد

إن كنت تطمع في نوال سعيد

والله لو ملك البحار بأسرها

وأتاه سلم في زمان مدود

يبغيه منها شربة لطهوره

لأبى وقال تيممن بصعيد

قال لي الناس زر سعيد بن سلم

قلت للناس : لاأزور سعيدا

وأميري فتى خزاعة بالصرة

قد عمها سماحا وجودا

ولنعم الفتى سعيد ولكن

مالك أكرم البرية عودا

وأحببت من حبها الباخلين

حتى ومقت بن سلم سعيدا

إذا سيل عرفا كسا وجهه

ثيابا من اللؤم صفرا وسودا

لشتان مابين اليزيدين في الندى

إذا عد في الناس المكارم والمجد

يزيد بني شيبان لأكرم منهما

وإن غضبت قيس بن عيلان والأزد

فتى لم تلده من رعين قبيلة

ولا لخم تنميه ولم تنمه نهد

ولكن نمته الغر من آل وائل

وبرة تنميه ومن بعدها هند

الصدق في أفواههم علقم

والإفك مثل العسل الماذي

وكلهم في بخلهم صادق

وفي الندى ليس بأستاذ

أنا بالأهواز محزون

وبالبصرة داري

في بني سعد وسعد

حيث أهلي وقراري

صرت كالخفاش لا

أبصر في ضوء النهار

وله لحية تيس

وله منقار نسر

وله نكة ليث

خالطت نكهة صقر

لولا ابن منصور وإفضاله

سلحت في لحية منصور

ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة

حتى نزلت على أرض بن منصور

الحابس الروث في أعفاج بغلته

خوفا على الحب من لقط العصافير

يبس اليدين فما يستطع بسطهما

كأن كفيه شدا بالمسامير

عهدي به آنفا في مربط لهم

يكسكس الروث عن نقر العصافير

الحمد لله شكرا

أمشي ويركب غيري

قد كنت آمل طرفا

فصرت أرضى بعير

ليت الأيو . . دواب

فكنت أركب أي

لم ترض نفسي بهذا

يارب منك لخير

مناي من دنياي هاتي التي

تسلح بالرزق على غيري

الجردق الحاضر مع بضعة

من ماعز رخيص ومن طير

وجرة تهدر ملآنة

تحكي قراة القس في الدير

وجبة دكناء فضفاضة

وطيلسان حسن النير

وبغلة شهباء طيارة

تطوي لي البلدان في السير

وبدرة مملوءة عسجدا

ما بالذي أذكر من ضير

ومنزل في خير ماجيرة

قد عرفوا بالخير والمير

وصاحب يلزمني دهره

مثل لزوم الكيس للسير

مساعد يقعجبني فهمه

مرتفع الهمة في الخير

كم من فتى تبصر ذا هيئة

أبلد في المجلس من عير

لحية مروان تقي عنبرا

خالط مسكا خالصا أذفرا

فما يقيمان بها ساعة

إلا يعودان جميعا خرا