ثم أصغي إلى الفراش فلا أسمع ... إلا حديث نهد لنهد
حلم كاليقين يدنيه مني ؛ ... وخيال يخفيه عني ويبدي
فأرى طيفه أوانا حنونا ... وأوانا في مقلتيه تعدي
ليت أني أراه في صحوة الصبح ... فما ضارعا يغني بحمدي
كلما ذاب في الخشوع تأبيت ... ورديت رغبتي شر رد
وتحديت ناظريه بإعراضي ... وأشعلت حبه بالتحدي
وتجاهلته وقلبي يناديه ... وجسمي يكاد يحرق بردي
ثم يجترني ويجذب جسمي ... حضنه جذب قاهر مستبد
وهنا : أحتويه بين ذراعي ، ... وأطويه بين لحمي وجلدي
ليت لي ما رجوت أو ليتني أم ... حوه ؛ مني من ذكرياتي ووجدي
ليتني يا جهنم الهجر أدري ... من هواه ومن تبدل بعدي ؟ !
ليته في الشجون مثلي مهجور ... فيشتاقني ويذكر عهدي
ويعاني الجوى ويشقى كما أش ... قى ، بأطيافه وذكراه وحدي
***
هكذا ترجمت مناها واللي ... ل عبوس ، كأنه موج حقد
والظلام الظلام في كل مرأى ... قدر جاثم يخيف ويردي
صامت والعتو في مقلتيه ... ظاميء كالسلاح في كف وغد
والخيالات موكب من حيارى ... تائه يهتدي وحيران يهدي
وحنين الصباح في خاطر الأنسام ... كالعطر في براعم ورد
هكذا أمضي
سهدت وأوصاني جميل سهادي ... فأهرقت في النسيان كأس رقادي
وسامرت في جفن السهاد سرائرا ... لطافا كذكرى من عهود وداد
ونادمت وحي الفن أحسو رحيقه ... وأحسو وقلبي في الجوانح صادي
إذا رمت نوما قلقل الشوق مرقدي ... وهزت بنات الذكريات وسادي
وهازجني من أعين الليل هاتف ... من السحر في عينيه موج سواد
له شوق مهجور ، وفتنه هاجر ... وأسرار حي في سكون جماد
له تارة طبع البخيل ... وتارة ... له خلق مطواع وطبع جواد
تدور عليه الشهب وسنى كأنها ... بقية جمر في غصون رماد
***
لك الله يا بن الشعر كم تعصر الدجى ... أغاريد عرس أو نحيب حداد تنوح على الأوتار حينا وتارة ... تغني وحينا تشتكي وتنادي
पृष्ठ 62