يا بلادي ! إلي يقولون عنها : ... منك ناري ولي دخان اتقادي
ذاك حظي لأن أمي (سعود) ... وأبي (مرشد) وخالي (قمادي)
أو لأني أطعت أولاد جاري ... ورفاقي دفاتري زمدادي
أو لأني دفعت عن طهر أختي ... وبناتي مكر الذئاب العوادي
أو لأني زعمت أن لديهم ... لي حقوقا من قبل حق (ابن هارون)
***
يا بلادي هذي الربى والسواقي ... في ضلوعي تنهدات شوادي
إنما من أنا وليس بكفي ... مدفع والتراب بعض امتدادي !
ربما كنت فارسا لست أدري ... قبل بدء المجال مات جوادي
العصافير في عروقي جياع ... والدوالي والقمح في كل وادي
في حقولي ما في سواها ولكن ... باعت الأرض في شراء السماد
***
يا ندى ... يا حنان أم الدوالي ... وبرغمي يجيب من لا أنادي !!
هذه كلها بلادي ... وفيها ... كل شيء ... إلا أنا وبلادي !!
صنعاء والحلم والزمان
صنعاء يا أخت القبور ... ثوري فأنك لم تثوري
حاولت أن تتقئي ... في ليلة عفن العصور
وأردت قبل وسائل البنيان ... تشييد القصور
ونويت في تشرين أن ... تلدي أعاجيب الزهور
***
فذهاك غزو مثلما ... يحكون عن يوم النشور
أيد كأيدي الأخطبوط ... وأوجه مثل الصخور
فتساقطت شرفاتك النعسا ... كأعشاش الطيور
وانصب إرهاب المغول ... من البكور إلى البكور
وامتد من باب إلى ... باب كغابات النمور
حتى رآى ((نقم)) ذراك ... تخر دامية الظهور
ورأى قلوبك في الضحى ... الأعمى تفر من الصدور
ورأى خماءلك الظليلة ... يرتحلن من الجذور
هرب الجدار من الجدار ... هوى النفور على النفور
صنعاء من أين الطريق ... إلى الرجوع أو العبور
ماذا ترين أتسبحين ؟ ... أتعبرين بلا جسور ؟
هل تسفرين على الشروق ؟ ... أتخجلين من السفور ؟
أتزاحمين العالم المجنون ؟ ... يا بنت الحدور
شهر ، وعدت كما أتيت ... بلا مكان أو شهور
تتنهدين بلا أسى ... أو تضحكين بلا سرور
***
पृष्ठ 158