154

दीवान

ديوان عبدالله البردوني

शैलियों

يعطي المواسم والمحبة ... باليمين وبالشمال

أنى مشى ، أجنى ((الوليد)) ... من المنى وأجد بالي

موج سماوي النضارة ... شاطئاه من اللآلي

ماذا هنا ! ((سبتمبر)) ... أتقول لي ، أجلى المجالي

شيء وراء تصور الدنيا وأبعاد الجمال

فوق احتمالات الرجاء ... وفوق اخصاب النوال

أتقول لي ؟ وهل انتهى ... في جثة الأمس النزوع ؟

شاء الرجوع وسلحته البيد ،فانتحر الرجوع

وزوته حفرته وأطبق فوق مرقده الهجوع

وعلا الدخان أزقة البترول ، فانتبه الصريع

واهتاج ثانية فمد ... زنوده (( النيل)) الضليع

وأحاطت الخضراء من ... أقوى سواعده دروع

وارتد ظل الأمس والتحم التوقع والوقوع

فتنادت النيران والتفت المصارع والجموع

وانجر عامان نجومهما وشمسهما النجيع

فبكل رابية إلى ... لحم ابنها ظمأ وجوع

وبكل منعرج إلى ... تمزيق اخوته ولوع

فهنالك انقصفت يدان ... وثمة انتثرت ضلوع

وهناك خرت فمه ... وهنا هوى تل منبع

فلكل شبر من دم الشهداء ، تاريخ يضوع

أرأيت حيث تساقطوا ... كيف ازدهى النصر المريع

حيث اغتلى الوادي ولف ... ((عليا)) الصمت الجزوع

رضع الدجى دمه فأشمس ... قبل أن يعد الطلوع

حيث التي (( الخمري)) ذا ... بالغيم واحترق الصقيع

حيث انطفى ((سند)) تدلت أنجم ، وعلت شموع

حيث ارتمى (( الكبسي )) أو... رق منجم ، وشدى ربيع

وأعادت الأحداث ... سيرتها فأرعدت الربوع

وتعطش الميدان فانفجر الضحى ودوى الهزيع

ومشت على دمها الذئاب وغاض في دمه القطيع

حتى توارى الأمس ... زغردت المآتم والدموع

وهفت أغانيها ، تضج ... ((ليسلم الشرف الرفيع))

وتبوح للنصر انطلق ... فمجالك الأبد اللموع

ولمرضعي ((سبتمبر)) ... دمهم ، لقد شب الرضيع

***

اتظن رابية تنوق ... الى دم أغلى يسيل ؟

أو ما ارتوي عطش الرمال واتخم العدم الأكول ؟

يا للأسى ، كيف استطب ... مماته ((اليمن )) العيل

ورنى السؤال الى السؤال وبغتة وجم السؤول ماذا استجد فباحت الأصداه ، ... وارتجف الذهول

पृष्ठ 155