242

दीवान

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

शैलियों

أين ربيع الأرض أين غيثها ... ... ... يا حربا لا غيثها ولا السدا

أين بقايا الله في عباده ... ... ... ظنائن الله وقائذ التقى

أين أسود الغيل ماذا اغتالها ... ... ... قد أسد الثعلب فينا وضرى

هيهات بعد القوم شدت رحلها ... ... ... حمية الدين وصارت منتسى

أنشدها من مسجد فمعهد ... ... ... فمنهج فمجمع فمنتدى

فلم أجد منشودتي في موضع ... ... ... ثم حدست انها رهن الثرى

أرملة ناحت على أحرارها ... ... ... ثم ثوت آسفة فيمن ثوى

اواه اواه رزئنا بعدهم ... ... ... وليتنا في خلف عمن مضى

مافي الحمى من دافع ومتق ... ... ... ما يعقب الخزي ولا من يتقى

قد ضاعت الحرمة بعد صونها ... ... وشنت الغارة في عقر الحمى

وطرق الحي ذئاب جوه ... ... ... ودعثر الزرب وخاس المرتعى

ادعوا رعاة الحي في قبورهم ... ... ... ان سمع الميت دعاء من دعا

ادعوا لها الأموات اذ آيست من ... ... احيائهم لعل فيهم من وعى

يا أيها الراعي انتبه فما بقي ... ... ... حول المراعي ما ثغى وما رغى

يصخ صوتي مسمعا ومسمعا ... ... ... لو كان من يزعجه هذا الندا

أصبح قومي جثة باردة ... ... ... عي بها الطب وعيت الرقى

ما أثر النصح على ألبابهم ... ... ... الا كآثار الحيا على الحصى

وما رسوخ الوعظ من قلوبهم ... ... ... الا كما يرسخ في الصخر الصدى

ولا لاحرار الكلام عندهم ... ... ... تكرمة ولا لحر مستوى

تنصحهم فتجتوى ديارهم ... ... ... ان الكرام دارهم لا تجتوى

امحضهم نصائحا لو ذهبت ... ... ... الى جماد ذاب أو ماء جسا

فتنثني نصائحي مكارها ... ... ... يقرضها اللوم وينفيها القلى

سيدرك النصح لزاز محوذ ... ... ... عزائم الرأي اذا لاح الجلا

لقد نفت عني الرجال شيمة ... ... ... لو سكنتهم زلزلت قلب العدا

لكنني أعجز أن أفيتهم ... ... ... تكذيبهم بينتي للمدعى

ان القلوب استشعرت جبلة ... ... ... فتاركت أحلامها الى الهوى

ليس العصور الغر ان تكشفت ... ... ... بحسنها هادية لمن غوى

كل امرئ بفعله معتبر ... ... ... والسف بالشفرة يفضل العصا

فتحت عيني فرأيت غافلا ... ... ... يحمله السيل وليته درى

ونائما والنار في جثمانه ... ... ... كأنه جزل الغضى وما وعى

पृष्ठ 243