234

दीवान

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

शैलियों

لم التفاني في براض آسن ... ... ... لا يرتجى من نبضه بل الصدى

ولا أقامني طمعا مقادرا ... ... ... ولست ولاجا بأسواء القمى

كي لا ترى عين خسيس موقفي ... ... ببابه منتظرا من الجدا

في ظلف العيش على قناعة ... ... ... تظلف للعرض عن السوء غنى

ومطعم تهافتت ذبانه ... ... ... قضم الهبيد منه أحلى في اللها

ما أضيع النبل اذا تطاولت ... ... ... خساسة العرق عليه بالحبى

حسبك عيش ماجد على الرضا ... ... بما منى الله به من المنى

ما أقذر العرض يلب عاذبا ... ... ... برأسه الى لئيم المنتحى

حتى بغاث الطير تسمو أنفا ... ... ... عن مشروب تخزى به لمنتضى

آليت لا تعلو يدي يد أمرء ... ... ... يسلفها اللؤم ويطغيها الغنى

ولا أرى وجهي ناظرا الى ... ... ... وجه يحق أن يحيا بالحثى

وعيشة تمنها خساسة ... ... ... أشد عندي قذرا من الوغى

قناعه المرء بما يمنى له ... ... ... من حظه في عيشه خيرا المنى

ولا أذود الحظ عن طريقه ... ... ... فالسيل حظ للوهاد لا الربى

ولا أبات شاكعا من حسد ... ... ... قد هيأ الله لكل ما كفى

في قسمة الله وفي ضمانه ... ... ... وفي اقتناع الرزق غايات الرضا

اذا سنا الله لعبد نعمة ... ... ... فواجب العبد الرضا بما سنا

ففيم يصلى حاسد ضميره ... ... ... والحظ والأرزاق تقدير مضى

فافطن لاقسام الحظوظ انها ... ... ... قضية عادلة بين الورى

سوية وان تكن تمايزت ... ... ... حالة ذي عدم وحال من ثرى

لم يظلم القاسم محروما ولا ... ... ... كل سعيد بالثراء محتفظى

ما سرني من الثراء وفره ... ... ... ان كان بين اللؤم والحرص نما

اذا نفته هكذا وهكذا ... ... ... صنائع في أهلها فقد زكى

فانهب المال حقائق العلا ... ... ... وفك من أسر الزمان المهتدى

ما بليت موهبة في حقها ... ... ... ووعد ما ضن به الحرص البلى

فربما تحسبه وضيعة ... ... ... في متجر الفضل به الريح نما

عقائل المال اذا أطلقتها ... ... ... خلدت الذكرى وأنت في الثرى

ما الحق الله بنفس حوبة ... ... ... تحوبت من شحها بالمقتنى

أذل أعناق الرجال حرصهم ... ... ... لاتستقيم عزة على الكدى

حتى متى كأسي ريق حية ... ... ... ومطعمي من زمني مر الجنى

أطالب الدهر حقوقا كلها ... ... ... كبارح الأرودى منيعات الذرى أقطع آمالي بما في بعضه ... ... ... أكبر من كاف لدرك المبتغى

पृष्ठ 235