البحر : رجز تام 1
الحمد لله الاله الواحد
المتعالي شأنه عن والد
2
فلم يلد جل ولا يولد ولا
كفوا له فجل شأنا وعلا
3
ثم الصلاة والسلام سرمدا
على الذي أوضح منهاج الهدى
4
محمد المبعوث بالإيمان
حين طغت عبادة الأوثان
5
فأرشد الناس إلى التوحيد
بسيفه وقوله السديد
6
صلى عليه الله ثم سلما
مضاعفا رحمته معظما
7
والآل والأزواج والأصحاب
ما همل الودق من السحاب
8
لأنها فرض على المكلف
وليتبع فيها سبيل السلف
9
أكرم به في الدين من سبيل
خال من التحريف والتبديل
10
पृष्ठ 1
لكنه مندرس وقد عدل
سعى الورى عن نهجه غير الأقل
11
من أجل ذا أحببت أن أؤلفا
فيه كتابا موجزا كي يعرفا
12
पृष्ठ 2
فاخترت نظمه لكون النظم
أقرب للفهم وضبط الحكم
البحر : رجز تام 1
إيماننا قول وقصد وعمل
إن وافق الشرع به نيل الأمل
2
والزيد والنقصان للإيمان
يعرض بالطاعة والعصيان
3
اعلم بأن الدين مبني على
خمس دعائم كما قد نقلا
4
وهي الشهادتان والصلاة
والحج والصيام والزكاة
5
فشرحه عقيدة الجنان
والنطق والخدمة بالأركان
6
ثم إذا نظرت بالإمعان
وجدته حقيقة الإيمان
7
وفسر الإيمان خير مرسل
بأنه الإيمان بالله العلي
8
وبالملائك العلا ورسله
والبعث والمقدور أيضا كله
9
فالخير والشر جميعه صدر
من أمر ربنا وذا هو القدر
10
وفسر الإحسان سيد الورى
أن يعبد الله كأنه يرى
11
पृष्ठ 3
فالعبد إن لم يره فالله
جل قريب شاهد يراه
12
هذا هو الدين فمن قد عرفه
محققا كفته تلك المعرفة
13
برهانه سؤال جبرائيلا
عن ذي الخصال كلها الرسولا
14
وقد أجابه النبي المصطفى
بما ذكرنا شرحه وقد شفى
15
पृष्ठ 4
وقال ما معناه ذا الأمين
أوضح دينكم فهذا الدين
البحر : رجز تام 1
واعلم بأن أضرب التوحيد
قدر ثلاثة بلا مزيد
2
توحيد رب الناس في الملك وفي
صفاته وفي العبادة اقتف
3
فالأول اعتقاد كون الملك
لله وحده بغير شرك
4
وأنه رب جميع الخلق
موجدهم مولي جميع الرزق
5
والثاني أن يوحد الله على
أسمائه وفي صفاته العلى
6
وكل ما به تعالى وصفا
لنفسه على لسان المصطفى
7
فإن وصفه به جل لزم
والحكم في أسمائه كذا التزم
8
فمن صفاته البقاء والقدم
جل ابتداء ودواما عن عدم
9
إذ هو أول بلا بداية
وآخر يبقى بلا نهاية
10
पृष्ठ 5
ليس له من والد ولا ولد
حاشا ولا صاحبة جل الصمد
11
فهو تعالى الواحد الفرد الأحد
ليس له ند ولا كفو أحد
12
والملك المالك والمليك
ليس له في ملكه شريك
13
ولا مظاهر ولا وزير
حاشا ولا مثل ولا نظير
14
بل كل ما سواه فهو خلقه
عبد له يجري عليه رزقه
15
فهو السميع العالم البصير
والحي والمريد والقدير
16
ومن صفات ذاته القيام
بنفسه لا الغير والكلام
17
كلم موسى بكلامه الذي
من وصف ذاته فبالحق خذ
18
والصحف والتوراة والزبور
وبعده الإنجيل والمسطور
19
أعني كتاب أحمد الأواه
جميعها عين كلام الله
20
पृष्ठ 6
لفظا ومعنى عند أهل الحق
وإنما المخلوق صوت الخلق
21
وحبرهم والخط والسجل
قضى بهذا العلماء الجل
22
فالصوت للقارىء والكلام
لله ذا به قد استقاموا
23
فاللفظ والمعنى من القرآن
قد نزلا من ربنا الرحمن
24
تكلم الله به فاسمعا
أمينه جبريل نعم مودعا
25
فبلغ النبي جبرائيل
جميع ما حمله الجليل
26
ثم تلقاه من النبي
أصحابه بلفظه القدسي
27
وأنه الآن على ما قد نزل
ولا يزال هكذا ولم يزل
28
مبرأ عن اتيان الباطل
ليس بمنسوخ ولا مبدل
29
ونحو طس ويس وما
ضاهاهما ربي به تكلما
30
وقد أتى الترتيب منه حسبما
لقنه نبينا وعلما
31
पृष्ठ 7
وحسبما أثبت في المصاحف
رسما فلا تصغ إلى مخالف
32
ثم كلام الله كالقرآن
ليس بمحدث ولا بفاني
33
واللفظ من ذلك والمعاني
في الحكم عند العلما سيان
34
فمن يقل بأنه قول البشر
فكافر والله يصليه سقر
35
ومن يقل بخلقه أو سطره
فهو مضل فاستعذ من شره
36
هذا هو الحق فدع عنك الهوى
والله ربنا على العرش استوى
37
لكن بلا كيف ولا تمثيل
جل فنزهه بلا تعطيل
38
فالواجب الإيمان باستوائه
ولا تفسرنه باستيلائه
39
إليه تعرج الملائك العلا
والروح والأمر ومنه أنزلا
40
والمصطفى به إليه أسرى
فجاوز السبع الطباق فادر
41
पृष्ठ 8
فطيب القول إليه يصعد
وفطرة الخلق بهذا تشهد
42
هلا سألت كل عبد يسأل
هل نفسه تجنح إلا للعلو
43
وأنه قد رفع ابن مريما
له وسمى نفسه من في السما
44
وقد أشار المصطفى بالأصبع
نحو السماء مشهدا في مجمع
45
فالله ذو العرش على العرش استوى
وعلمه لكل شيء قد حوى
46
وما اقتضى التشبه مثل العين
والوجه والاصبع واليدين
47
وتؤمن به لكن مع التنزيه
له عن التمثيل والتشبيه
48
فالله ليس مثله شيء ولا
له سمى جل شأنا وعلا
49
فذاته لا تشبه الذوات
ووصفه لا يشبه الصفات
50
من شبه الله بخلقه كفر
ومن نفى صفاته أصلى سقر
51
पृष्ठ 9
والمؤمنون كلهم في الأخرى
يرون ربهم عيانا طرا
52
وكل ما قدره الله وما
قضى به إيماننا قد لزما
53
فالله خالق لفعل عبده
جميعه من خير أو من ضده
54
لأنه قد أوجد العبادا
وكل ما قد عملوا إيجاد
55
لكن يلامون على ما كسبوا
ذهو فعلهم إليهم ينسب
56
فمن يشأ وفقه بفضله
ومن يشأ أضله بعدله
57
ثم الشقي ذو الشقاء الأزلي
كعكسه فليس بالمنتقل
58
وأرسل الله تعالى الرسلا
لقطع أعذار الورى تفضلا
59
والصدق والتبليغ والأمانة
في حقهم يلزم كالصيانة
60
पृष्ठ 10
عن مطلق الذنوب والرذائل
إذ شأنهم حيازة الفضائل
61
ومن أجاز كذبهم للمصلحة
فكافو ردته متضحة
62
ثم نبوة النبيين هبة
من ربهم ذو الفضل لا مكتسبة
63
ثم جميع الأنبياء والرسل
بينهم تفاوت في الفضل
64
لكنهم قد ختموا بالأفضل
منهم نبينا ختام الرسل
65
فلا نبي بعده كلا ولا
مبشرا أو منذرا أو مرسلا
66
فما لشرع دينه من ناسخ
وما لعقد حكمه من فاسخ
67
وكل شرع قبل شرعه نسخ
بشرعه الزاكي الذي لا ينتسخ
68
لكن شرعه الزكي المرضي
يجوز نسخ بعضه بالبعض
69
لحكمة وسر أمر مقضى
وليس في ذاك له من نقض
70
وأيد الله جميع الرسل
بمعجزات باهرات العقل
71
पृष्ठ 11
كي يلزم الحجة أهل الجهل
وكل ذا على سبيل الفضل
72
وأيد الله نبينا بما
أيد رسله به وأعظما
73
فمعجزات المصطفى لا تحصى
عدا ولا توعى ولا تستقصى
74
منها كلام الله نعم المعجز
بحر محيط بالعلوم موجز
75
ما مثله في الحسن والصياغة
قد عجزت عن مثله البلاغة
76
وقد تحدى الله سائر البشر
والجن من ذاك بأقصر السور
77
فأحجموا عن ذلك الميدان
ولم يكن لهم به يدان
78
ثم بمعراج النبي حسبما
أخبرنا إيماننا قد لزما
79
أسرى بروحه وبالجسم معا
على البراق ليله فارتفعا
80
पृष्ठ 12
فجاوز السبع السموات العلى
وقد رأى الله إلهه علا
81
وقد دنا من ربه فأوحى
إليه جل شأنه ما أوحى
82
هذا هو الحق فدع عنك المرا
وكم لرسل الله من فضل جرى
83
ومن جميع السوء زوجات النبي
براء فقد طبن لذاك الطيب
84
فما زنت زوج نبي قط
حاشا وما زنى عداه السخط
85
وافضل القرون قرن المصطفى
فمن قفاهم ثم من لهم قفى
86
وافضل الصحابة الصديق
ذو السبق عبد الله أو عتيق
87
ثم المكنى بأبي حفص عمر
ثم ابن عفان الشهيد ذو الغرر
88
ثم علي ثم باقي العشرة
فالبدري فالأحدي فاهل السمرة
89
والكف عما بينهم قد شجرا
حتم فإن خضت فكن معتذرا
90
ومالك والفاضل النعمان
والشافعي والرضي سفيان
91
पृष्ठ 13
والليث والحبر الإمام أحمد
والظاهري الفاضل المعتمد
92
ونحوهم أئمة يهدونا
بالحق أيضا وبه يقضونا
93
ولم يحب تقليدهم إلا لمن
يعجز عن فهم الكتاب والسنن
94
والموت حق مالك قد وكلا
بقبض روح من أتم الأجلا
95
وكل من مات بهدم أو غرق
أو قتل أكل سباع أو حرق
96
أو نحوها من كل مزهق حصل
مات بعمره وقد حان الأجل
97
والروح لا تفنى ولا عجب الذنب
ومنه ينشى جمسه الذي ذهب
98
والروح بعد الموت في نعيم
أو في عذاب موجع أليم
99
والشهداء يرزقون أحياء
عند الههم كما في الدنيا
100
पृष्ठ 14
أرواحهم في جوف طير خضر
تجنى من الجنة خير الثمر
101
وتنتهي إلى قناديل ذهب
قد علقت بالعرش فاطرح الريب
102
واعلم بأن فتنة القبور
حق كما في الخبر المأثور
103
وهي سؤال الهالك الدفين
حين يوارى عن أصول الدين
104
عن ربه والدين والنبي
كما أتى في الخبر المروي
105
والساعة الدهماء حق واقعة
ميقاتها أظل وهي القارعة
106
وهي بأن ينفخ إسرافيل
في الصور إذ يأمره الجليل
107
ثم ترى السماء تمور مورا
مثل الرحى حين تدور دورا
108
وتنثر النجوم منه كالمطر
وتجمع الشمس هناك والقمر
109
كلاهما صورته مغيرة
ذا خاسف وهذه مكورة
110
पृष्ठ 15
وتنكفي السماء مثل الفلك
من بعد أن يشق هذا الملك
111
ثم تصير وردة كالدهن
والمهل والجبال مثل العهن
112
وسيرت من شدة الزلزال
ثم غدت من جملة الرمال
113
ثم البحار فجرت تفجيرا
وبالجحيم سجرت تسجيرا
114
ثم إذا ما حان اخراج الورى
صب على الأرض تعالى مطرا
115
أبيض كالمنى أربعينا
يوما فمن ذلك ينبتونا
116
كالبقل ثم يبعث الله الملك
لنفخه في الصور بعد ما هلك
117
ثم يصيح صيحة في الصور
ينفض منها ساكنو القبور
118
فترجع الأرواح للأجساد
فذاك يوم الحشر والمعاد
119
فيه يعاد الجسم والروح معا
وينهض الميت سريعا فزعا
120
يمشون حافين عراة غرلا
لموقف فظيع يشيب الطفلا
121
पृष्ठ 16
ثم به يحاسب المكلف
عن كل شيء وتطير الصحف
122
ويستقر في يمين المتقى
كتابه وعكس ذلك الشقي
123
والوزن بالميزان للصحائف
حق فدع عنك هوى المخالف
124
ويضرب الجسم على جهنما
ثم تجوزه العابد حسبما
125
جدوا إلى الطاعة بالمسارعة
في دار دنياهم فتلك المزرعة
126
والجنة الحسناء مع جهنم
أوجدنا من قبل خلق آدم
127
ثم كلا الدارين لا تفني كما
لا يدرك الفناء من حلهما
128
ولم يخلد مؤمن في النار
بذنبه بل جملة الكفار
129
والشرك لا يغفره الله حشا
وغير يغفره لمن يشا
130
والسيئات بعضها صغائر
كما أتى وبعضها كبائر
131
पृष्ठ 17
فالعمل الصالح للصغائر
مكفر كالترك للكبائر
132
فالوضوء والجمعة والصلاة
والصوم والحج مكفرات
133
وإنما كفارة الكبائر
بتوبة العبد وعفو الغافر
134
ويؤمر المذنب بالمتاب
من ذنبه فورا على الإيجاب
135
والتوبة الإقلاع منه والندم
ورده مظلمة الذي ظلم
136
والله جل شأنه تكفلا
لخلقة برزقهم تفضلا
137
فيرزق الله الحلال المحكما
ويرزق المكروه والمحرما
138
ولا ينافي الأخذ بالأسباب
توكل العبد على الصواب
139
فالمصطفى المختار غير متكل
قال لمن يسأل قيد واتكل
140
وكل ما جاء به الرسول
حق له يلزمنا القبول
141
पृष्ठ 18
وهو على قسمين ما قد علما
مجيئه به ضرورة وما
142
سوايا فالأول من له جحد
فإنه يقتل كفرا دون حد
143
पृष्ठ 19
وقد تناهى القول في الأسماء
وفي صفاته على استيفاء
البحر : رجز تام 1
وحق أن نشرع المقال
في واجب التوحيد بالأفعال
2
وذلك التوحيد في العبادة
وهو بمعنى كلمة الشهادة
3
فهي له في غاية المحبة
من دعوة ورغبة ورهبة
4
والذبح والنذور والتوكل
ونحوه من كل تعظيم جلي
5
فكل ما ذكرته معناه
تفسير لا إله إلا الله
6
لأن معناها كما لا يشتبه
أن يعبد الله ولا يشرك به
7
وليس معناها كما قد زعما
مجرد النطق بلفظها فما
8
إذ لو أريد اللفظ قط لسهل
على قريش قولها وما ثقل
9
حين دعاهم إليه المصطفى
مع علمهم بالسبق منه والوفا
10
पृष्ठ 20