388

दीवान

ديوان ابن نباتة المصري

प्रकाशक

دار إحياء التراث العربي

संस्करण संख्या

بدون

प्रकाशक स्थान

بيروت - لبنان

وصاحب السر في مصر ابتدا له ... في كلِّ مصرٍ مكان الحافظ الكالي
وقاسم الرأي من طلاَّع شامخةٍ ... ومن مشير على الأغراض نزَّال
ومعمل الخدع عند الحرب يعجز عن ... عمَّال ما قلَّ منه ألف بطال
وناشر الدّرّ فينا عند مستمعٍ ... نثر الدنانير فينا عند إقلال
إذا تثاقل عسرٌ باتَ في يدِه ... تبرٌ يصرّف مثقالًا بمثقال
وإن دعوت به في منطقٍ وندىً ... دعوت طائيّ ألفاظٍ وإفضال
دُمْ للعلى يا ابن فضل الله ذا رتبٍ ... عزيزةٍ يا عزيز المصر يا غالي
يا بحر علم وجود فاخرن بهما ... فكلّ آل فخار بعد كالآل
يا ملبسي عندَ إحرام الأكابر لي ... زهرًا كأنَّ لها حجِّي وإحلالي
شكرًا لها خلعةً فاءَت غمامتها ... عليَّ من يد هامي المزْن هطَّال
بيضاءَ بيَّض مرآها ومخبرها ... عيشي وعين حسودِي زاد تسآلي
وقلت جاءَت من القاضي دليل رضى ... فكادَ من غيظه يسعى إلى الوالي
ورحت أخطر في ألفاظها ألفًا ... وكنت من دخلَ في هيبةِ الدال
ما كانَ يقرب ثوب القطن من قدمي ... فاليوم تسحب بالسنجاب أذيالي
واليوم تنهض بالأمداح لي فكرٌ ... جدائد الحسن لم تخطر على بالي
على عليّ معانيه وأكتمها ... نعم الأمالي تلاقت نعم آمالي
خذْها ابن يحيى لك المحيا منظمةً ... نظم العقود على أجياد أحقال
قدَّمت فيها الهنا ثمَّ المديح وما ... أخليتها بعدُ من عادات أغزال
وقلت للرشاء الغضبان لا غمضت ... عيون قيل على عينيك يا قالي
ملكت قلبًا بنارِ الشوق ممتلئًا ... فما يضرُّك لو أحسنت يا مال
لا تسأل الصبّ عن سلسال أدمعه ... ملذّذًا بتعاطيها وسلْ سالي
من فوق خدّكَ خالٌ مثل غالية ... بعت السلوّ على أمثاله غالي
يا مطلق الحسن أحشائِي مفلفلةٌ ... على محاسنِهِ دعني وأغلالي
وخلّ بال برجوى الطيف مشتغلًا ... ولا تبيتنَّ إلاَّ خاليَ البال
ما بين غمضة عينٍ وانْتباهها ... يقلب الهجر من حالٍ إلى حال
إن كنت أجريت دمعِي في هواك بلا ... جريمة فلقد أوقفت أحوالي

1 / 388