दीवान
ديوان ابن نباتة المصري
प्रकाशक
دار إحياء التراث العربي
संस्करण संख्या
بدون
प्रकाशक स्थान
بيروت - لبنان
درت به حلب لطالب رسلها ... وحنت على العافي حنو المرضع
بشراك يا وطنًا تقادم عهده ... بحمى العواصم لا بسفح الأجرع
هبطت بمغناك العلوم وإنما ... هبطت إليك من المحل الأرفع
وغدا مقرك بالفضائل واللهى ... ماضي الشريعة مستفاض المشرع
زاهى على غرر البلاد وأهلها ... بأغر وضَّاع الخلائق أروع
أضحت معرضة كرائم ماله ... فلو انتحاها سارق لم يقطع
نعم الملاذ لطالبيه فطالب ... علمًا وطالب نائل متبرع
ما البحر إلا علمه ونواله ... لو كانَ طافي الدّرّ حلو المكرع
لو تنطق الشهباء قالَ مقامها ... قل يا محمد كلّ فخر يسمع
يا قدوة العلماء عشْ مترقيًا ... وأخْفض بأمرك ما تحاول وارفع
قسمًا لقد رجعت بي الدُّنيا إلى ... مغناك بعد النأي أحسن مرجع
ردّ الرَّجاء إليَّ قربك حبَّذا ... شمس ترد من الرَّجاء ليوشع
لله كم لك من يدٍ مأثورة ... عندِي وكم لكَ من ندى متسرع
قالت لأنعمك الغزار قصائدي ... هذا نباتيّ المدائح فازرعي
وقال شهابية في ابن فضل الله
الطويل
أما ونجوم الحسن أعيى طلوعها ... لقد بليت أجسادَنا وربوعها
لقد سيرت تلك النجوم يدُ النوى ... فهلا كتسيار النجوم رجوعها
تركت جمادى كلّ عين قريرةٍ ... وقد جرَّ أذيال السيول ربيعها
وأعددت أجفاني منازلَ للبكى ... فولى وما يدرِي الطريق هجوعها
فدىً للغواني مسلمٌ فتكت به ... وحلّ لهاتيك العيون صريعها
أساكنة بالجزع إن مدامعي ... سيرضيك منها بالعقيق نجيعها
أبت لي دموعِي أن أماكس في الهوى ... فحسنك يشريها وجفني يبيعها
وأسهرت أجفاني وإن كنت ساهرًا ... ومحترقًا في الغيد لولا شموعها
ليَ الله نفسًا لا يخفُّ نزاعها ... إليكَ وروحًا لا يكفُّ نزوعها
وأغيد فتَّان اللواحظ فاتك ... يروق حشا عشَّاقه ويروعها
1 / 300