170

============================================================

ديوان المؤيد والاراء الفلسفية وغير الفلسفية وعن الحياة وعن الموت وعن دقائق الكائنات العلوية والسفلية .

اضف إلا ذلك كله أن المؤيد كانت له نزعة أدبية ومزاج فنى توصل بهما إلى أن يخرج فه أحيانا من فن الملماء الخالصين إن صح أن يكون للعلماء فن لاننكر أن علم المؤيد كان قوى الأثر فى نفسه . وقديكون علمه وقوة عقله من أسباب ضعف شعره فى كثير من الاحيان ، اذ أصبح علمه واضحا جليا بينما اختفى فنه أو كاد يختفى لا المؤيد كان يتجه أحيانا إلى اتجاه علمى يختلف عن الاتجاه الفتى الذى يقصد إليا الشعراء ورجال الفنون ، أى أن خيال المؤيد كان يضجف أمام علمه وعقله . وإذا قرأنا ديوان اا لؤيد يروعنا آنه فى أكثر قصائد، قد عنى عناية تامة بيت عقائد مذهبه والديوة إليها ف أسلوب العلماء ، فطغى ذلك على جمال بعض قصائده بل لا أغالى إذا قلت إن عليه فى هذه القصائد قد أفسد عليه الشعر حتى لم ييق له من ممات الشعر سوى الوزن والقافية ، ولذلك لاستطيع أن اسمى بعض قصائد هذا الديوان شعرا . قالرجل الذى يفرح أو يالم لو الذى يرى منظرأ أو لونا من ألوان الحياة تؤثر فى نفسه ويعبرهما فى تفسه هو الشاعر الطبيعى اذى نستطيع آن نطمين إلى آن نسمى ما يقوله شعرا . آما هذه الفصائد العلمية التى أراها ديوان المؤيد قهى ليست بشعر، بل هى متون علمية لظمت وأخذت هيكل الشعر، فهى خلو من أهم عناصر الشعر فلا أجد بها عاطفة ولا خيالا ، إنما هى آراء علمية اعتنقها قريق من اناس واعتقدوا صحتها ، ونبذها فريق آخر واعتقدوا بطلانها ، فهذه المتون العلمية التى صيغت فى قالب الشعر ماهى إلا نظم ، فملى هذه الصورة استطيع أن أسمى لمؤيد ناظما مثله فى ذلك مثل أبى العلاء المعرى فى لزومياته ، فالمعرى فى هذا الديوان ليس بشاعر إن ما هو ناظم صاغ آراءه فى قالب الشعر والتزم فيها آلوان القوافى وضروب الوزن فكان قيده بما لا يلزم وما حمل الفاظه من آراء علمية وفلسفية سيبا فى أن يبعد دوان الوميات من دائرة الشعر الخالص ويجعله آقرب إلى التظم منه إلى الشعر . والناظم فى اسلوبه يختلف عن الشاعر فى أسلوبه ، إذ تغلب على الناظم النرعة العلمية ميعمد إلى امعانى ختارها ويحاول أن يوفق فى تقريب معانيه وأفكاره إلى عامة الناس بخلاف الشاعر الذى ينى ان يصور نفسه أو بيثته فتملى عواطفه عليه الشعر ويصدر قوله عن وحى إطام وخياله . فالناظم خاضع لعقله وعلمه لا ينطق بشى إلا بعد جهد ينفقه فى التفكير حتى يلائم بين المعانى العلمية التى يريدها وبين القالب الشعرى الذى يصوغ فيه علومه . أما الشاعر ل ملكته الفنية وشعوره المرهف فهو خاضع لاهامه وعواطفه لا يجهد نفسه فى اختيار

पृष्ठ 170