وَما هاجَ هَذا الشَوقَ إِلّا مَنازِلٌ ... لِسَلمى بِصَحراءِ العَقيقِ دَوارِسُ
عَفَت مُنذُ أَعوامٍ تَقَضَّت ثَلاثَةٍ ... وَرابِعُها الماضي وَذا العامُ خامِسُ
وَلَم يَبقَ مِنها غَيرُ نُؤى كَأَنَّهُ ... مَجالٌ أَدارَ الرَكضَ حَولَيهِ فارِسُ
وَشُعثٍ كَهاماتِ القسوسِ رَواكِدٍ ... لَها مِن مَياجينِ الإِماءِ نَواقِسُ
كَأَنَّ الأَثافي السُفعَ في عَرَصاتِها ... حَمائِمُ وُرقٌ يَومَ قرٍّ شَوامِسُ
أَواعِسُ يُوطيها الرِكابُ وَطالَما ... تُقَبَّلُ بِالأَفواهِ تِلكَ الأَواعِسُ
فَيا حَبَّذا فيهِنَّ عَصرٌ لَهَوتُهُ ... وَأَيّامُنا فيها الهِجانُ الأَوانِسُ
عَشِيَّةَ أَثوابُ الهَوى مُستَجِدَّةٌ ... وَعَصرُ التَصابي مورِقُ العُودِ نابِسُ
وَما ذِكرُكَ الشَيءَ الَّذي لَيسَ راجِعًا ... إِذا اِختَلَسَتهُ مِن يَدَيكَ الخَوالِسُ
وَعيِسٌ حَراجيجٌ عَسَفنا بِها الفَلا ... وَجُنحُ الدُجى وَحفُ الجَناحَينِ دامِسُ
إِذا أَرقَلَت لَم يَدرِ مَن مَدَّ طَرفَهُ ... أَعِقبانُ دُجنٍ تَحتَنا أَم عَرامِسُ