दिराया
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
शैलियों
{ فإذا قضيتم مناسككم }يقول: إذا فرغتم من المناسك { فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا } وذلك أن مشركي العرب في الجاهلية كانوا إذا قضوا مناسكهم بعد أيام التشريق وقفوا بين مسجد منى وبين الجبل فذكر كل واحد منهم - قبل أن ينفر- أباه بخير وذكر محاسنه وصنائعه في الجاهلية, ودعا له بالخير, يقول الله { فاذكروا الله كذكركم آباءكم } يعني: ذكر الأبناء للآباء , فإني أنا فعلت ذلك الخير إلى آباءكم الذين تثنون عليهم { أو أشد ذكرا }, وأكثر ذكرا من الأبناء والآباء .
ثم قال: { فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا } وذلك أنهم كانوا يقولون إذا قضوا مناسكهم: اللهم أكثر أموالنا, وأبناءنا, ومواشينا, وأطل بقاءنا, وأنزل علينا الغيث, وأنبت المرعى, واصحبنا في سفرنا, وأعطنا الظفر على عدونا, ولا يسألون ربهم لآخرتهم شيئا, فنزلت فيهم هذه الآية { فمن الناس من يقول ربنا آتنا } يعني: أعطنا { في الدنيا } يعني : هذه الأشياء التي ذكروا .
قال الله { وما له في الآخرة من خلاق } يعني: في الجنة من خلاق, يعني: من نصيب, فهؤلاء مشركو العرب, فلما أسلموا حجوا سألوا ربهم للدنيا والآخرة .
قال الله تعالى وقوله الحق(البقرة:201): { ومنهم }يعني: من المسلمين { من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة } يعني: أعطنا في الدنيا حسنة, يعني: التقوى والعمل الصالح والرزق الواسع { وفي الآخرة حسنة } يعني: أن يجعل ثوابهم في الجنة { وقنا عذاب النار } .
قال الله جل ذكره(البقرة:202): { أولئك لهم نصيب } يعني: حظا في الآخرة { مما كسبوا }في أعمالهم الحسنة التي عملوا في الدنيا { والله سريع الحساب }.
पृष्ठ 89