في بعض المرويات انه ترك حمل بعير من مدوناته ، وكان يحمل قسما منها الى مجالسه وحلقات التدريس ، وكتب سعيد بن جبير احد تلاميذه كل ما املاه عليه. ومجمل القولى ان حركة التدوين بدأت تتسع في الشطر الاخير من عصر الصحابة ولكنها لم تنتشر بين المسلمين الا في اوائل القرن الثاني حينما امر عمر بن عبد العزيز ابا بكر محمد بن حزم بجمع الحديث وتدوينه ، وجاء في المذكرة الي وجهها إليه. انظر ما كان من حديث رسول الله (ص) أو سنة ماضية فاكتبه فاني خفت ، دروس العلم وضياعه ، واكد عليه كما تنص بعض المرويات ان يدون ما روته عمرة بنت عبد الرحمن الانصارية والقاسم بن محمد بن ابي بكر (1) فهب الناس الى التدوين واحسوا بخطر الركود الذي مر عليه في القرن الاول واصبح من الضرورات الملحة بنظر الجميع ، لا سيما وقد ندب إليه عمر بن عبد العزيز المعروف بالاعتدال والحرص على الاثار الاسلامية ولكن التدوين الذي كان يوم ذاك لم يكن مرتبا على ابواب الفقه وفصوله ولم يقتصر الكتاب على موضوع واحد ، بل كان المؤلف يحشد في كتابه من جميع المواضيع والاصناف ، بما في ذالك التفسير واللغة والادب ونحو ذلك من المواضيع اما التدوين المرتب على الابواب الفقهية فلم في قبل اواخر النصف الاول من القرن الثاني ، ويدل على ذلك ما اورده الحافظ الذهبي في حوادث 143 قال : وفي هذا العصر شرع علماء الاسلام في تدوين الحديث والفقه والتفسير وغير ذلك من المواضيع ، فصنف ابن جريح المتوفى 150 تصانيفه الكثيرة في مكة ، وصنف ابن اي عروبة المكنى بابي النظر العدوي ، وفي خلال ذلك صنف أبو حنيفة في الفقه والرأي ، كما صنف حماد بن سلمة وسفيان الثوري والاوزاعي ، وعبد الله بن المبارك ، وهشيم بن بشير ، وغيرهم في فترات متعاقبة تتراوح بين سنة 150 و175 عشرات الكتب
पृष्ठ 24