पश्चिमी दर्शन पर दार्शनिक अध्ययन (भाग दो)
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
शैलियों
Connaissance
3
وهنا يبدو أورتيجا مثل معظم الفلاسفة المعاصرين مع التحليل الوجودي الشائع الذى بدأه كيركجارد والقائم على تعارض الفكر والوجود. كلما فكرت ابتعدت عن الوجود أي عن الحقيقة، وكلما اقتربت من الوجود ابتعدت عن التفكير أي عن الزيف، وهو الموقف الذي لخصه كيركجارد في عبارته المشهورة «أنا أفكر فأنا إذن غير موجود»، ردا على عبارة ديكارت الأكثر شهرة «أنا أفكر فأنا إذن موجود». ولما كان كل فيلسوف معاصر يثبت موقفه المقابل للعقل بأخذ فيلسوف عقلي والجدال معه حول وظيفة العقل وضرورة الحياة كما هو الحال في الجدال بين كيركجارد وهيجل، هيدجر وكانط، سارتر وديكارت، هوسرل وديكارت، برجسون وكانط فإن أورتيجا سار على المنوال نفسه في حواره مع ليبنتز حول «فكرة المبدأ».
4
فكل فكرة فشل للحقيقة، وكل تصور خيانة للأشياء، والحياة العامة ليست فقط عقلية بل هي حياة خلقية وسياسية واجتماعية واقتصادية. إنما العقل محاولة للتقريب والفهم وليس بديلا عن العالم. إن التقابل بين العقل والوجود مثل التقابل بين الوهم والحقيقة. والمثل على ذلك أنه في رأي العقلانيين وأصحاب دوائر المعارف الله مجرد تصور أو تصور مجرد في حين أن أصحاب العقائد يرون أن التاريخ هو المطلق الحقيقي، وأن التاريخ هو واقع الإنسان، والله هو هذا التاريخ لأن التاريخ هو كل شيء، الماضي والمستقبل، الأول والآخر، البداية والنهاية؛ ومن ثم كان إنكار الماضي تناقض ووهم. فالماضي هو طبيعة الإنسان، يفرض نفسه عليه ولا يستطيع له دفعا؛ لذلك نشأت الحركات الدينية الإصلاحية وكأنها عود إلى الماضي وعود إلى البدائية والشيوع وكما هو الحال في الإسلام الأول والمسيحية الأولى.
ثم طبق أورتيجا نقطة البداية لديه وهي «العقل الحيوي» على الفرد والجماعة، الأنا والآخر، الإنسان والناس، الليبرالية والاشتراكية ... إلخ، كما انتقل هوسرل من الذاتية إلى العلاقات بين الذوات والتجارب المشتركة، وكما انتقل سارتر من تحليل الشعور الفردي في «الوجود والعدم» إلى تحليل الشعور الجماعي في «نقد العقل الجدلي». بل إن «حياة الحوار» في لغة الأنا والأنت أصبحت من أهم الموضوعات في الفلسفة المعاصرة عند جابريل مارسل، ومارتن بوبر، وندونسل ... إلخ. واختلفت الآراء حول الآخر بين «الآخر هو الجحيم» وبين «الآخر هو النعيم». ويبدو أن أورتيجا من أنصار الرأي الأول وكما يتضح ذلك من «ثورة الجماهير» وتأكيده على الفرد في مقابل الجماعة، وعلى الذات ضد الإنسان الجماهيري، وعلى الليبرالية في مواجهة النظم الجماعية. ولا وسيلة للانتقال من الفرد إلى الجماعة، من الأنا إلى الآخر، ومن العزلة إلى المشاركة إلا عن طريق اللغة بالرغم من قصورها وحدودها وعدم استطاعتها التعبير عن المعاني وإيصالها إلا على وجه التقريب. يخرج الفرد من عزلته ويتصل بالآخرين عن طريق اللغة التي هي في حقيقتها جدل وحوار ولكنه حوار خفي يجد الفرد فيه نفسه وليس حديثا لكل الناس. ليست وظيفة اللغة إعطاء تعريفات منطقية فهذا يستحيل في حياة الجدل والحوار. فكل تعريف إن لم يكن خاطئا فإنه يدعو إلى السخرية إذ يتضمن بعض التحفظات في الإعلان عن الأشياء الضمنية والتي لا يمكن الإفصاح عنها. تحديد مفردات الألفاظ في اللغة إذن مدعاة للسخرية لأن وظيفة اللغة التعبير والإفصاح، ووظيفة التعريف التغطية والإضمار. يعارض أورتيجا التعريف التقليدي للحصول على التصورات نظرا لأن وظيفة اللغة ليست في إعطاء معلومات بل في فك الحصار عن الفرد من أجل مشاركته مع الآخرين. لا تخضع اللغة لمنطق البرهان بل لمنطق الجدل أي الحوار بين الأنا والآخر، بين الإفصاح والإضمار، وبين الجلاء والخفاء، خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف. واللغة بطبيعتها قادرة على التعبير عن المحكم والمتشابه، والظاهر والمؤول، والمقيد والمطلق، والمبين والمجمل على ما يقول الأصوليون وعلى ما هو معروف في علوم البيان والبديع والبلاغة. تفترض اللغة وجود المتكلم ووجود السامع ثم تأتي الكلمات بالمصادفة وقد يخون التعبير، ويساء استعمال اللغة بالحديث عن الكل ولا شيء أو الحديث للكل وليس لأحد كما هو في ظاهرة الثرثرة. اللغة جدل وحوار، ولكنه حوار خفي يجد الفرد فيه نفسه. لا يوجد حديث لكل الناس بل لفرد عين. والحديث عن الإنسانية والعموميات والأقطار أقرب إلى ديماغوجية عصر التنوير ومثاليات المفكرين الأحرار والرومانتيكيين مثل كانط ولسنج الذين لا يدركون حدودهم، ويتجاوزون مصيرهم، ويخلدون فناءهم.
وكتاب «ثورة الجماهير» هو أشهر مؤلف لأورتيجا ضمن مؤلفات جاوزت الثلاثين . ويمكن تصنيفها جميعا ومن خلال المترجمات الإنكليزية والفرنسية إلى مجموعات ثلاث يدور كل منها حول موضوع رئيسي وبصرف النظر عن ترتيبها الزماني.
5
المجموعة الأولى تدور معظمها حول الاجتماع والسياسة. وتأتي في مقدمتها «ثورة الجماهير» 1930م، «الإنسان والناس» 1940م، «موضوع عصرنا الحديث» 1928م، «الإنسان والأزمة»، «إسبانيا بلا عمود فقري» 1928م.
والمجموعة الثانية تدور حول الفلسفة، وتأتي في مقدمتها «ما هي الفلسفة» 1929م، «نشأة الفلسفة» 1943م، «بعض دروس الميتافيزيقا» 1923م، «التطابق والحرية» 44-1945م، «التاريخ باعتباره نسقا» 1941م، «تفسير التاريخ الشامل»، 48-1949م، «فكرة المبدأ في فلسفة ليبنتز وتطور النظرية الاستنباطية»، «كانط» 1930م.
अज्ञात पृष्ठ