पश्चिमी दर्शन पर दार्शनिक अध्ययन (भाग दो)
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
शैलियों
وطبقا لما سماه فنت
Wundt «اختلاف الحاجات واتفاق الغاية»، أو ما سماه مندفيل
Mandeville «الرذائل الخاصة والمنافع العامة»، أو ما سماه آدم سميث «اليد غير المرئية»، أو ما سماه هيجل «دهاء العقل».
ويسميه فيكو «العلم الجديد». فبالرغم من أن فيكو عاش في القرن الثامن عشر إلا أنه ابن السابع عشر، عصر العباقرة وكبار الفلاسفة الذين استعملوا مصطلح «الجديد» بشكل لم يسبق له مثيل. فالاكتشاف الجديد أفضل من إصلاح القديم، وقد عاش فيكو في مدينة نابلي التي كانت مشغوفة بالجديد، وكان عضوا في أكاديمية المدينة حيث كان يبحث جميع أعضائها من العلماء عن العلوم «الجديدة»، ولكن جدة القرن السابع عشر كانت في العلوم الرياضية والطبيعية والبيولوجية والطبية، في حين أن طموح فيكو كان في رغبته خلق علم للمجتمع الإنساني وللشعوب كما فعل جاليليو ونيوتن في عالم الطبيعية، وكما فعل هوسرل في هذا القرن في الفلسفة وتأسيسها كعلم محكم. ويشير فيكو إلى هوبز باعتباره المفكر الوحيد الذي سبقه في تنظير القانون الطبيعي (دون أن يذكر اسبينوزا). فهوبز مؤسس الفلسفة المدنية في كتابه «المواطن»
De Cive
عندما أراد دراسة الإنسان والمجتمع ككل في الجنس البشري، وهو ما لم يلاحظه هوبز نفسه. وقد أخفق هوبز في مشروعه لأنه ظن أن بإمكانه استخلاص مبادئ المجتمع الإنساني من المناقشات والجدل والقرارات والنصائح الإنسانية وليس من النظم والمؤسسات كما فعل فيكو فيما بعد، كما أنه استبعد العناية الإلهية كأسس لقيام المجتمعات الوثنية في حين أن فيكو يجعلها الأساس الأول. يحل النسق الجديد للقانون الطبيعي للشعوب الوثنية عند فيكو محل نظريات القانون الطبيعي في القرن السابع عشر. فقد أخطأ منظرو القانون الطبيعي في أنهم بدءوا من الوسط من آخر مرحلة في الأمم المتمدنة بعد أن استنارت بالعقل الطبيعي، وبعد أن نشأ الفلاسفة وتصوروا فكرة العدالة. والقانون الطبيعي عند الفلاسفة غير القانون الطبيعي للشعوب الوثنية؛ الأول قانون العدل، والثاني قانون القوة.
وقد وضع فيكو اسمه في عنوان الكتاب ليدل على أن هذا «العلم الجديد» من وضعه وخلقه واكتشافه وبنائه لم يسبقه إليه أحد من قبل. لم ينشأ من تعاون جهود سابقة، ولم يعتمد على نتائج سالفة بل هي رؤية مباشرة للواقع الإنساني منذ بداية نشأة الفكر الإنساني لدى الشعوب على مدى عشرين عاما من حياة فيكو الفلسفية واللغوية والأدبية. وهو يغوص لدى الشعراء الطبيعيين لمعرفة الحكمة الطبيعية لدى الشعوب الطبيعية. وصحيح أن العلم من بناء فيكو ومن تفكيره الخاص، مما يثبت أن الإبداع في العلم مرتبط ببنائه في شعور العالم كما فعل جاليليو ونيوتن في الطبيعة، وديكارت وبيكون في الفلسفة. الخلق في العلم لا ينشأ بالتراكم الكمي بل بالتحول الكيفي، ولا ينشأ بالتطور ولكن بالطفرة، ولا ينشأ في شعور الجماعة بل في شعور الفرد.
وتعني «الطبيعة» عند فيكو «الميلاد»، وكلا اللفظين مشتق من نفس اللفظ
nascimento, Natura . فطبيعة الأمم تعني ميلادها أو مولدها في زمن معين وبشكل معين؛ أي التكوين والنشأة والتطور. ويضرب فيكو المثل على ذلك بنشأة الدين مع مولد زيوس أو جوبتر أو جوفا أول إله للأمم الوثنية، ونشأة الزمان بعد الرعد الأول للسماء مائة عام بعد فيضان ما بين النهرين؛ أما النمط أو الشكل فإن سلالة حام ويافث وسلالة شيم غير العبرانيين فقدوا لمدة قرنين من الزمان كل النظم والملكات الإنسانية، وأصبحوا حيوانات تعيش على الغريزة وتمارس الجماع، وتصوروا السماء المرعدة على أنها جسم حي، وبرقه ورعده على أنها أوامر تخبرهم بما يجب عليهم فعله، ثم فاجأ الرعد البعض منهم وهم في فعل الجماع مما جعلهم يأوون إلى الكهف؛ وبالتالي نشأ نظام الأمومة والأسرة والحياة المستقرة، فما كان في البداية فعل المصادفة والعشوائية تحول في النهاية إلى فعل إرادي مقصود يباركه «إله السموات». نشأ نظاما الأمومة والأسرة بالطريقة نفسها، كما نشأ كل نظام إنساني آخر على هذا النحو، ومن مجموع نشأة هذه النظم تنشأ الأمة الوثنية. ويعارض تصور فيكو هذا تصور أرسطو الغائي للمدن/الدول الذي يقرر بأن اتحاد بعض القرى في جماعة أكبر يجعلها مكتفية بذاتها؛ وبالتالي تنشأ المدينة ابتداء من الحاجات البشرية. فالصور الأولى للتجمعات البشرية طبيعية، وغايتها المدنية، وطبيعة الشيء غايته، والشيء عندما يتطور إلى كماله تكون له طبيعة سواء كان الأمر يتعلق بالحيوان أو بالإنسان أو بالجماعة البشرية، ولكن عند فيكو توجد طبيعة الشيء في البداية وليس في النهاية كما هو الحال عند أرسطو. وكلاهما نشوئي تكويني تطوري بالرغم مما يبدو بينهما من اختلاف. وإذا كان السوفسطائيون أرادوا بيان التعارض بين الطبيعة والمدنية فقد جمعهما أرسطو بقوله إن الإنسان حيوان مدني أو سياسي. وإذا سمى فيكو عالم الأمم عالم البشر فإنه يعني أن ما كان حيوانا في عالم الطبيعة يصبح بشرا في عالم الأمم. وأنه بدرجة ما يصبحون في عالم الأمم بشرا، يصنعون عالم الأمم ويصنعون أنفسهم.
أما لفظ «المشترك» فإنه لا يعني الاشتراك أو الشيوع في الأبضاع والنساء والأولاد والآباء والأمهات، بل يعني غياب النظام أو ما سبق النظام والمؤسسات من خلط أو اختلاط. كما لا يعني المتبادل أو المتفق عليه بين طرفين مما يفترض النظر والمداولة والاتصال والأثر المتبادل والرضا والاتفاق، بل يعني ما يتمثله الجميع أو الكثير على نحو مستقل بلا حكم أو تفكير يشارك فيه طبقة أو أمة أو شعب أو الجنس البشري كله. كما لا يعني الحس المشترك
अज्ञात पृष्ठ