पश्चिमी दर्शन पर दार्शनिक अध्ययन (भाग दो)
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
शैलियों
1
وقد يستعمل الإطار التاريخي الموضوعي كبداية أو أرضية أو خلفية من أجل التعبير عن الرؤية الذاتية. وقد حدث ذلك في تسجيل حياة المسيح، أقواله وأفعاله، خاصة المعجز منها وإعطاء تحديدات زمانية ومكانية للولادة والصلب والبعث من أجل مزيد من الإقناع وإيحاء بصحة الوقائع؛ وبالتالي كان استعمال الحفريات في التفسير لا يدل على معنى النصوص. فليست الحقيقة في قراءة النص تطابق المعنى مع الواقع طبقا للتعريف التقليدي للحقيقة وما يتفق مع الموضوعية التاريخية والعلمية التي ذاعت في القرن التاسع عشر الأوروبي بل تطابق المعنى مع التجربة البشرية بصرف النظر عن الزمان والمكان الحسيين اللذين يستخدمان كإطار مسرحي للخلق الفني وتدوين النص والذي يعرف في تاريخ النصوص باسم «الانتحال».
2
ولذلك يصعب التمييز بين «مسيح التاريخ» و«مسيح الإيمان»؛ فالأول لا وجود له إلا من خلال الرؤية أي إيمان المؤمنين به. المسيح التاريخي افتراض ومسيح الإيمان واقعة. والأناجيل الأربعة لا تتحدث عن مسيح التاريخ ولكنها تعبر عن مسيح الإيمان.
3
وظهور العذراء يتوقف على مدى الإيمان به. فالإيمان هو الذي يخلق الواقعة كما أن العقيدة هي التي تخلق النص.
وقراءة النص ثانيا لا تختلف عن تدوينه أولا حيث إن كل قراءة إنما هي اختيار للمقروء وإعادة بناء له بصرف النظر عن المواقف الأولى التي منها نشأ وعليها قام. فالنص في تدوينه وفي قراءته سلاح أيديولوجي خاصة في مجتمعات سلطوية فكريا وسياسيا، كل جماعة ترى نفسها في النص، وتسقط أمنياتها عليه. ترى فيه دفاعا عن مصالحها وهجوما على خصومها. ومهما أوتي الإنسان من معلومات وافرة عن الظروف التاريخية الأولى التي منها نشأ النص فإنها تكون محدودة وناقصة ولا يمكن الاعتماد عليها في تفسير النص. وإذا حدث فإن التفسير يكون قائما على النزعة التاريخية التي تحيل النص إلى موضوع تاريخي صرف، نشأته ومكوناته ومصادره كما هو الحال في النقد الأدبي القائم على هذه النزعة وكذلك في نقد الكتب المقدسة لمعرفة مصادرها التاريخية. أما قراءة النص في ظروف جديدة قد تتشابه مع الظروف القديمة التي منها نشأ وقد تختلف معها فإنها إعادة تدوين وخلق غير معلن بإعادة توظيفه وقراءته. القراءة خلق جديد للنص واكتشاف لمكونات فيه ربما لم تكن مقصودة في نشأته الأولى. وهكذا يصبح النص حاملا لخبرات عدة أجيال من خلال التفسيرات والشروح. وقد يمحي الفرق بين الأصل والشرح، يصبح كلاهما أصلا واحدا. فلا فرق بين أصل صحيح وزيادة منتحلة. النص عمل جماعي وخبرة مشتركة وراء وحدة العمل الأدبي ووحدة النص الديني.
4
وقد حدث نفس الشيء في تاريخ الفلسفة في قراءة فيلسوف لاحق لفيلسوف سابق حيث تكتشف قراءة اللاحق معاني ومقاصد لم تكن في نص السابق. فالحاضر هو الذي يخلق الماضي ويعيد بناءه. والأمثلة على ذلك كثيرة من قراءة برجسون لأفلوطين، وقراءة هيدجر للفلاسفة السابقين على سقراط ولكانط ونيتشه، ومثل قراءة هيجل لتاريخ الفلسفة وقراءة ماركس لديموقريطس. وقد سمى ذلك برجسون «ترائي الحاضر في الماضي» أو «الحركة المتراجعة للحقيقة» وسماه هوسرل «المنهج ذو الآثار الرجعية».
5
अज्ञात पृष्ठ