पश्चिमी दर्शन पर दार्शनिक अध्ययन (भाग दो)
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
शैलियों
5
وتتجه نحو الموضوع ذاته لاكتشاف بنيته كما فعل القدماء والمحدثون على حد سواء. وفي هذه الحالة لا توجد إحالة إلى مراجع لا في الهوامش ولا في نهاية المقال ولا ذكر لأسماء أعلام أو مذاهب أو حضارات أو نماذج سابقة في صلب الدراسة. ويكون المرجع الأول والأخير هو شعور الباحث وشعور القارئ والتجربة المشتركة بينهما. والقدرة على التعميم في النهاية هي إحدى سمات الإبداع، والقدرة على إخفاء المصادر وعدم الإحالة إلى الخارج والاعتماد على البنية الداخلية للموضوع هي إحدى مواصفات الإبداع، والوصول إلى قدر من الصورية الخالصة هي إحدى لحظات الإبداع. وباكتشاف القانون الطبيعي، وفي حالة قراءة النص القاعدة اللغوية النفسية الاجتماعية التاريخية، تتتابع وقائعه، وتنتظم حوادثه المتفرقة. لقد تأخر الإبداع في فكرنا المعاصر، وطالت مرحلة النقل لعدم ثقة بالنفس ولطول الألفة لموقف المتعلم ونسيان لموقف الأستاذ المترسب في الوعي التاريخي. والثقة بالذات شيء، والتواضع أو الغرور شيء آخر. لا يعني الوضوح السطحية، ولا تعني التعميمات العموميات. ومع ذلك، هي مغامرة محسوبة العواقب، مخاسرها أقل من مكاسبها في حين أن مخاسر النقل أكثر من مكاسبه.
والحقيقة أن هذه الطرق الثلاث قد لا تستبعد بعضها بعضا. ويمكن الجمع بينها من أجل الاستفادة بميزة كل طريقة والإقلال من عيوبها. وهي تعبر عن الجبهات الثلاث في موقفنا الحضاري الحالي، الموقف من التراث القديم، والموقف من التراث الغربي، والموقف من الواقع ذاته.
6
كما يمكن إلى حد ما الإشارة إلى بعض المصادر حتى لا يشعر القارئ أنه في فراغ وحتى يمكن ربط الإبداع بالنقل، والحاضر بالماضي، والبنية بالتطور على الأقل كمرحلة متوسطة بين النقل التام والإبداع الخالص. صعب إيجاد موقف متوازن ومتعادل بين هذه الطرق الثلاث ومع ذلك تظل الطريقة الثالثة هي المثلى وهي الطريق الأفضل في مرحلتنا الحالية. وتبقى الطريقتان الأوليان مجرد عاملين مساعدين توجيها للقارئ وتأكيدا لوحدة فكره بين نقل متعارف عليه وإبداع يخشى منه.
ثانيا: ماذا تعني قراءة النص؟
لا تعني القراءة المعنى الشائع لها الوارد في مناهج التعليم والكتب المدرسية، أي إصدار الأصوات طبقا لمخارج الحروف وكما هو الحال فيما بعد في الجامعات في علم الأصوات، ولكن القراءة هنا تعني الفهم. والنص هو موضوع الفهم. إذن قراءة النص تعادل نظرية المعرفة في الفلسفة التقليدية تحديدا للعلاقة بين الذات والموضوع؛ فالقراءة هي الذات والنص هو الموضوع. وإن أول سورة نزلت في القرآن هي
اقرأ
كفعل أمر. ولما كانت الإجابة «ما أنا بقارئ» أي القراءة بمعنى مخارج الحروف وإصدار الأصوات بالفم بعد التعرف على الحروف بالعين تم تصحيح هذا المعنى الصوتي بمعنى آخر في:
اقرأ باسم ربك الذي خلق (العلق: 1) أي افهم وأدرك وتصور. فالقراءة نطق، والنطق بداية الوعي باعتباره فهما.
अज्ञात पृष्ठ