इब्न खल्दून की मुकदमा पर अध्ययन

साटिक हुसरी d. 1388 AH
69

इब्न खल्दून की मुकदमा पर अध्ययन

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

शैलियों

وطبيعي أن السلطان «أبو حمو» لم يترك هذه الفرصة تفلت من بين يديه؛ استفاد من انشغال رجال المغرب بمعالجة الموقف الناجم عن موت السلطان عبد العزيز، و«رجع من مكان انتباذه إلى تلمسان، واستولى عليها وعلى سائر أعماله.»

ولما كان أبو حمو غاضبا على ابن خلدون - بسبب انقلابه عليه ومشايعته لسلطان المغرب خلال الوقائع الأخيرة - أراد الانتقام منه؛ فأوعز إلى بعض القبائل الموالية إليه «أن يعترضوه في حدود بلادهم».

ويصف لنا ابن خلدون نفسه ما حدث عندئذ بما يلي: «اعترضونا هنالك فنجا منا من نجا على خيولهم إلى جبل دبدو، وانتهبوا جميع ما كان معنا، وأرجلوا الكثير من الفرسان وأنا منهم، وبقيت يومين ضاحيا عاريا إلى أن خلصت إلى العمران، ولحقت بأصحابي بجبل دبدو.»

وعندما وصل فاس بعد هذه المحنة، لقي من الوزير ابن غازي القائم بالأمر ترحيبا حارا؛ بسبب معرفته السابقة به، إلا أن الأوضاع السياسية أخذت تتطور بسرعة، وقضت على حكم هذا الوزير؛ وذلك بسبب تحريكات سلطان غرناطة من جهة، وتعدد المطالبين بعرش المغرب من جهة أخرى.

كان السلطان ابن الأحمر غاضبا على السلطان عبد العزيز وعلى الوزير ابن غازي الذي استبد بالحكم بعده، وكان الدافع إلى هذا الغضب التجاء لسان الدين ابن الخطيب إلى المغرب، وامتناع السلطان أولا والوزير ثانيا من إعادته إلى الأندلس، على الرغم من طلب ابن الأحمر وإلحاحه.

ولذلك أطلق ابن الأحمر سراح الأمير عبد الرحمن المريني، وأجازه إلى المغرب؛ ليطالب بالملك، ويقضي بذلك على حكم الوزير ابن غازي.

وأخذ هذا الأمير عقب دخوله بلاد المغرب يدعو لنفسه، ويجمع حوله جماعات كبيرة من الأنصار؛ محتجا على نصب الصبي القاصر على عرش السلطنة.

والوزير ابن غازي عندما استخبر ذلك، أخذ يجهز العساكر ويجمع الجموع لمقابلة الأمير الثائر، ونشبت من جراء ذلك اصطدامات وحروب عديدة بين جموع الوزير الكافل، وبين الأمير المطالب بالعرش.

وخلال ذلك قامت جماعة أخرى أخرجت الأمير المريني أحمد من السجن في طنجة وبايعته بالسلطنة، وأصبح الوزير ابن غازي بهذه الصورة أمام ثورة أميرين وجماعتين.

ثم التقى الأميران المذكوران وتعاهدا على التعاون والتناصر حتى النهاية، واتفقا على أن يقتسما البلاد بينهما بعدما يتغلبان على الوزير وجماعته، وقررا أن تكون السلطنة والعاصمة إلى أحمد، على أن يصبح قسم من البلاد ملكا لعبد الرحمن.

अज्ञात पृष्ठ