इब्न खल्दून की मुकदमा पर अध्ययन
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
शैलियों
يشيد ابن خلدون بغزارة علم الآبلي وبفضله عليه أكثر من غيره، ويقول في الوقت نفسه: «إنه كان يشهد له بالتبريز في هذه العلوم.»
ولا شك في أن ذلك يدل على أن ابن خلدون كان نزوعا إلى التفكير المنطقي، كما يدل على أن العلوم العقلية التي درسها على يد الآبلي ساعدت كثيرا على تقوية هذه النزعة الفكرية وتنميتها.
إن آثار هذه النزعة تتجلى في كثير من مباحث المقدمة بوضوح تام. (2)
غير أن ابن خلدون عندما بلغ السابعة عشر من العمر تعرض إلى نكبة شديدة؛ كان الطاعون الكبير أخذ يفتك بالناس في تونس، ومات من جراء هذا الطاعون الجارف أبواه ومعظم مشايخه.
ثم قامت الثورة على السلطان المريني، انتهت بانحسار حكمهم عن إفريقية، ونتج عن ذلك عودة من كان بقي على قيد الحياة من العلماء والأدباء الوافدين من المغرب.
تألم ابن خلدون من هذه الأحداث ألما شديدا، إنه فقد أبويه فجأة مع كثيرين من أشياخه، وكان أخذ يتعزى عن ذلك بطلب العلم من العلماء الباقين، إلا أن عودة هؤلاء إلى بلادهم «عطله عن طلب العلم»، وأوجد في نفسه «استيحاشا» من هذه الأحداث والأوضاع ؛ فاعتزم اللحاق بأشياخه والسفر معهم إلى المغرب، إلا أن «أخاه الأكبر محمد صده عن ذلك».
ومع هذا قد وجد ابن خلدون بعد مدة وجيزة فرصة جديدة لتحقيق رغبته هذه، فرحل من تونس إلى المغرب، وهذه الفرصة واتته من جراء بعض الوقائع السياسية:
إن الوزير ابن تافراكين - المستبد على الدولة يومئذ بتونس - استدعى ابن خلدون إلى «كتابة العلامة» عن سلطانه «أبو إسحاق».
وأما مهمة كاتب العلامة فكانت «وضع الحمد لله والشكر لله بالقلم الغليظ مما بين البسملة وما بعدها من مخاطبة أو مرسوم.»
تولى ابن خلدون هذا العمل، وأخذ يقوم بهذه المهمة، مع أن عمره ما كان يزيد بعد على العشرين.
अज्ञात पृष्ठ