इब्न खल्दून की मुकदमा पर अध्ययन

साटिक हुसरी d. 1388 AH
51

इब्न खल्दून की मुकदमा पर अध्ययन

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

शैलियों

إلا أن حكم هذا السلطان المريني على تونس لم يدم أكثر من سنتين؛ لأن القبائل التي كانت ساعدته على فتح تونس انقلبت عليه بعد سنة وحاصرته في القيروان.

وعندما وصلت أخبار واقعة القيروان إلى تونس تشجع أهل المدينة، وثاروا على الحكام المرينيين، وحاصروهم في القصبة، وأعلنوا ولاءهم للحفصيين، وبعد مدة وجيزة اقتدى بهؤلاء أهالي قسنطينة أيضا، وثاروا على حكم بني مرين.

وأما السلطان أبو الحسن، فبعد أن بقي محاصرا في القيروان مدة من الزمن، استطاع أن يتفق مع بعض القبائل ويخترق الحصار، ويخرج إلى مدينة سوسة، وينتقل منها إلى تونس عن طريق البحر، وهناك تغلب على الثوار، وفك الحصار عن جماعته المحاصرين في القلعة، وأخضع بذلك البلاد إلى حكمه مرة ثانية.

غير أنه لم يكد ينتهي من إخماد هذه الثورة إلا واستخبر أن ابنه «أبو عنان» الذي كان تركه في فاس نائبا عنه قد انتقض عليه، وأعلن نفسه سلطانا على المغرب.

ولذلك اضطر السلطان أبو الحسن إلى مغادرة تونس بحرا؛ بغية إخماد ثورة ابنه عليه، تاركا ابنه الآخر «أبو الفضل» في تونس؛ لينوب عنه في حكم إفريقية. (ج)

ولكن جماعة الحفصيين لم يتأخروا في الاستفادة من هذه الحوادث للتخلص من حكم المرينيين.

فإن الوزير «ابن تافراكين» - الذي كان تزعم ثورة التونسيين على السلطان «أبو الحسن» ثم فر إلى الإسكندرية عند تغلب السلطان عليهم - أسرع في العودة إلى تونس وتغلب على نائب السلطان المريني وأقصاه عن إفريقية، ثم نصب على العرش السلطان «أبو إسحاق الحفصي»، على أن يكون تحت كفالته ووصايته. «ابن خلدون دخل الحياة العامة في هذا العهد؛ إذ عينه الوزير ابن تافراكين كاتبا للعلامة لهذا السلطان.» (د)

ولكن منصب السلطان «أبو إسحاق» تحت كفالة ابن تافراكين لم يرق لصاحب قسنطينة؛ لأنه كان أميرا حفصيا، فكان يرى نفسه أحق بالسلطنة؛ ولذلك ثار على الحكم الجديد، وزحف بجيوشه على تونس وحاصر المدينة.

ولكنه خلال هذا الحصار تلقى أخبارا مقلقة عن حوادث المغرب الأوسط والأقصى؛ علم أن السلطان المريني عاد إلى الزحف نحو الشرق، فاستولى من جديد على تلمسان وعلى بجاية، وصار قريبا من قسنطينة، ولذلك رأى الأمير الحفصي أن يعدل عن حصار تونس، فيعود إلى مقر إمارته الأصلية؛ ليدافع عنها ويحول دون استيلاء المرينيين عليها. «ابن خلدون حضر أول الاصطدامات التي حدثت بين جماعة صاحب قسنطينة وبين جماعة سلطان تونس، وغادر إفريقية إلى المغرب عقب هذا الاصطدام.» (ه)

وأما السلطان أبو الحسن المريني الذي كان غادر تونس بحرا بغية إخماد ثورة ابنه عليه - كما ذكرنا آنفا - فإنه لم يستطع أن يسترد عرشه، مع أنه عانى في سبيل ذلك كثيرا من المحن والمشاق؛ لأن الأسطول الذي كان يقله تعرض لعاصفة شديدة أدت إلى غرق السفن بأجمعها، ومع هذا استطاع السلطان أن يتغلب على الأمواج فيصل إلى الساحل، وانتقل من هناك إلى مدينة الجزائر، حيث أخذ يدعو لنفسه، ويجمع الناس حوله.

अज्ञात पृष्ठ