इब्न खल्दून की मुकदमा पर अध्ययन

साटिक हुसरी d. 1388 AH
46

इब्न खल्दून की मुकदमा पर अध्ययन

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

शैलियों

وأما أقدم من اشتهر منهم بالسياسية - أو بالرياسة السلطانية حسب تعبير «أبو حيان» - فكان كريب بن خلدون؛ كان من رؤساء الثورة التي قامت على الخلفاء الأمويين، وقد اشترك مع سائر زعماء الثورة في حكم إشبيلية في بادئ الأمر، ولكنه انفرد بذلك الحكم بعد مدة، وظل يحكم إشبيلية حكما مطلقا، إلى أن لقي حتفه في ثورة قامت عليه.

وأما أعظم من كان اشتهر من بني خلدون في ميدان العلم - أو في الرياسة العلمية حسب تعبير «أبو حيان» - فكان عمر بن خلدون، قال عنه ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء ما يلي: «أبو مسلم عمر بن خلدون الحضرمي، من أشراف أهل إشبيلية، كان متصرفا في علوم الفلسفة ، مشهورا بعلم الهندسة والنجوم والطب، توفي في بلده سنة تسع وأربعين وأربعمائة.»

كما صرح ابن أبي أصيبعة بأن عمر بن خلدون كان من تلامذة أبي القاسم مسلمة المجريطي المشهور بالعلوم الرياضية.

2

ظل بنو خلدون في إشبيلية إلى حين «غلب ملك الجلالقة ابن أدفونش عليها»، وعندئذ جلوا عنها مع من جلى، وانتقلوا إلى سبتة، ومنها إلى تونس وتوطنوا فيها.

وقد تمتع بنو خلدون في موطنهم الجديد أيضا بمكانة سامية، والسبب في ذلك يعود إلى قدم علاقاتهم مع ملوك إفريقية.

من المعلوم أن زكريا الحفصي الذي أسس الدولة الحفصية في تونس سنة 1227 / 625، كان واليا على إشبيلية قبل أن يتولى ولاية إفريقية ويستقل فيها، كما أن كلا من والده وجده أيضا كان قد تولى إدارة إشبيلية مرات عديدة، وخلال هذه الولايات كانت توطدت بينهم وبين بني خلدون علاقات حسنة، وهذه العلاقات القديمة التي كانت توطدت بين الأسرتين منذ أجيال عديدة هي التي حملت بني خلدون على اختيار تونس مهجرا لهم - ترجيحا على سائر الأقطار المغربية - وهي التي ساعدتهم مساعدة كبيرة على أن يحصلوا على مكانة ممتازة هناك أيضا، تحت رعاية الأسرة المالكة الحفصية.

ظل بنو خلدون يتقلبون في تونس أيضا بين «رياسة علمية ورياسة سلطانية»، تولوا عدة مرات أعلى مراتب الدولة، واشتركوا في الكثير من حروبها دون أن يقطعوا صلاتهم بالعلم والأدب.

كان الجد الثاني لمؤلف المقدمة تولى الوزارة والقيادة، ومات مقتولا خلال إحدى الثورات، وكان جده الأقرب أيضا تولى الوزارة عدة مرات، وكثيرا ما ناب عن السلطان خلال غيابه عن عاصمة الملك، إلا أن والد ابن خلدون «آثر العلم والرباط على السيف والخدمة»، وانصرف بكليته إلى العلم والأدب، ويقول عنه ابن خلدون: «إنه قرأ وتفقه، وكان مقدما في صناعة العربية، وله بصر بالشعر وفنونه، وعهدي بأهل الأدب يتحاكمون إليه فيه، ويعرضون حوكهم عليه.»

3

अज्ञात पृष्ठ