249

इब्न खल्दून की मुकदमा पर अध्ययन

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

शैलियों

يتوسع ابن خلدون بوجه خاص في شرح تأثير الدين بين القبائل البدوية العربية:

إن هذه القبائل العربية «أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض؛ للغلظة والأنفة وبعد الهمة، والمنافسة في الرياسة، فقلما تجتمع أهواؤهم، فإذا كان الدين - بالنبوة أو الولاية - كان الوازع لهم من أنفسهم، وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم، وسهل انقيادهم واجتماعهم، وذلك بما يشملهم من الدين المذهب للغلظة والأنفة، الوازع عن التحاسد والتنافس.»

ومن الطبيعي أنه «إذا تألفت كلمتهم لإظهار الحق تم اجتماعهم، وحصل التغلب والملك» (ص151).

يظهر من ذلك أيضا أن الدين يؤثر - في نظر ابن خلدون - تأثيرا مماثلا لتأثير العصبية في جمع القبائل، وتأليف كلمتهم، وحملهم على التعاضد الذي يضمن الغلبة والملك. (4)

يتبين من التفصيلات التي سردناها آنفا أن نظرية ابن خلدون في «علاقة العصبية بالدولة»، ونظريته في «علاقة العصبية بالدين» يتمم بعضهما بعضا، وتنسجمان تمام الانسجام في نطاق أنظومة واسعة الخطوط.

إن الملك والدولة العامة إنما يحصلان بالقبيل والعصبية.

إن الدعوة الدينية أيضا لا تتم من غير عصبية.

إلا أن هذه الدعوة إذا ما تمت بمساعدة القوة العصبية؛ ضاعفت تلك القوة، وجعلتها أقوى بكثير مما كانت عليه قبلا.

ولهذا نجد أن الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة العصبية التي كانت لها من عددها.

وكل ذلك يدل على أن أقوى الدول وأوسعها إنما تتكون بانضمام الدعوة الدينية إلى قوة العصبية؛ ولهذا يقول ابن خلدون بصراحة: «إن الدولة العامة الاستيلاء، العظيمة الملك، أصلها الدين، إما من نبوة أو دعوة حق» (ص157). (إن نظرية ابن خلدون في الدولة بصورة عامة مسرودة في الدراسة التي تلي هذه الدراسة.)

अज्ञात पृष्ठ