इब्न खल्दून की मुकदमा पर अध्ययन
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
शैलियों
ومما يجدر بالملاحظة أن بعض التعبيرات التي استعملها ابن خلدون تولد التباسا في الأذهان، بالنسبة إلى الاستعمال المألوف، وإن ظهرت في بادئ الأمر جلية المعنى.
مثلا لقد استعمل ابن خلدون عدة مرات تعبير «الخطط الدينية الخلافية»، ولا حاجة للبيان أن هذا التعبير يوهم بأن المقصود منه هو «الأمور الدينية المختلف فيها»، في حين أن قليلا من الانتباه إلى مواضع استعمال هذا التعبير، يكفي للجزم بأن كلمة الخلافية الواردة فيه منسوبة إلى «الخلافة»، لا إلى «الخلاف»، وقد قصد المؤلف من هذا التعبير «الخطط المتعلقة بالخلافة»، تمييزا لها عما يتعلق بالسلطان والملك.
وكذلك قد استعمل ابن خلدون في عدة مواضع تعبير «عجم المغرب»، كما ذكر عدة مرات «الخلافة الفارسية الكريمة». إن من يفسر مثل هذه التعبيرات بمدلولاتها المعتادة في الحالة الحاضرة، يتوهم أن ابن خلدون يقصد الفرس، ويشير إلى خلافة فارسية، ولكن الحقيقة الراهنة هي أنه قصد من «عجم المغرب» البربر، كما أراد بالإمامة الفارسية إمامة «أمير المؤمنين» أبي فارس عبد العزيز، ابن مولانا السلطان المعظم الشهير الشهيد أبي سالم إبراهيم» (ص8). (5)
غير أني أعتقد أن أشد الالتباسات في كتابات ابن خلدون، وأغرب التوهمات في مقاصده قد نشأت من جراء كلمة «العرب».
وبما أن هذه القضية هامة جدا لفهم نظريات المقدمة على حقيقتها، رأيت من الضروري أن أتوسع في شرحها توسعا وافيا؛ ولذلك أفردت لها دراسة خاصة بعد هذا البحث الذي لم أكتبه - في حقيقة الحال - إلا تمهيدا لها.
كلمة العرب
في مقدمة ابن خلدون
إن كلمة العرب في مقدمة ابن خلدون من الكلمات التي ولدت أغرب الالتباسات، وأنتجت أسوأ النتائج.
ذلك لأن ابن خلدون استعمل الكلمة المذكورة بمعنى «البدو» و«الأعراب»، خلافا للمعنى الذي نفهمه منها الآن، كما يتبين من الدلائل والقرائن الكثيرة المنبثة في جميع أقسام المقدمة.
إن عدم انتباه القراء والباحثين إلى هذا الاستعمال الخاص أدى إلى أخطاء عظيمة في فهم مقاصد ابن خلدون؛ لأن ذلك أظهره بمظهر المتحامل على العرب، وحمل بعض الشعوبيين على الاستشهاد به، كما دفع بعض القوميين إلى الهجوم عليه.
अज्ञात पृष्ठ