धर्म
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
शैलियों
ألم يجمع العلماء الآن على إمكان تحطيم النواة الذرية، واستخدام طاقتها الجبارة في صنع الأعاجيب، مع أنه لم يباشر هذه التجربة منهم إلا نفر قليل؟ فماذا يمنعنا أن نؤمن بالتجارب الروحية المتكررة التي شهدها الأنبياء وأرباب البصائر النيرة في مختلف العصور، وإن لم يشهد الناس منها إلا نتائجها الخارقة؟
إنه إذا كان من واجب الأديان أن تهادن العلوم ولا تنابذها، وكان من الخير لها أن تستثمر كافة المعارف البشرية وتتسلح بنتائجها؛ فإن من الخير للعلوم كذلك أن تدع الأديان تكمل ما فيها من نقص، وتملأ ما تتركه في النفوس من فراغ، بما يملؤه من الحقائق الروحية، فإن لم تفعل فلا أقل من أن تلتزم شقة الحياد فلا تعادي الأديان ولا تنكرها جملة، فإن إنكار الدين جملة إنكار ضمني لأمور واقعية تحتويها الأديان كلها ولا يحتويها علم من العلوم، ألا وهي عناصر الإيمان بالحقيقة العليا وتقديسها وعبادتها «معان هي من مادة الحياة التي قد يفسرها العلم، ولكنه لا يخلقها، وقد ينقب عن أطوارها ويتفهم نشأتها، ولكنه لا يستطيع أن يتجاهل وجودها، أو يدعي لنفسه أنه يحل محلها.»
2
الصورة الثانية:
أن تكون هناك مسألة أو مسائل معينة تنطق فيها العلوم والأديان بحكمين متناقضين، وإنما يحدث ذلك حينما تتناول الأديان إلى جانب عنصرها الروحي شيئا من موضوعات العلوم وحقائق المشاهدات، وتذهب في ذلك مذهبا معينا، تفرضه على المتدينين بها فرضا. فهذا الجانب، وإن كان عرضيا في الأديان، وكان سبيله في الغالب سبيل الوسائل لا المقاصد، إلا أنه يعد معيارا لمقدار ما في كل دين من صحة أو فساد، على قدر اتفاقه مع مقررات العلم الصحيح وقضايا العقل السليم، أو اختلافه معها؛ فإنه إذا كان الدين حقا والعلم حقا وجب أن يتصادقا ويتناصرا، أما إذا تكاذبا وتخاذلا فإن أحدهما لا محالة يكون باطلا وضلالا.
المبحث الثالث
في نزعة الدين، ومدى أصالتها في الفطرة
الفصل الأول
مدى أقدمية الديانات
أسئلة تتشوق النفس إلى معرفة الجواب عنها:
अज्ञात पृष्ठ