धर्म
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
शैलियों
demiurge
2
ليس غير.
العنصر الثاني:
عنصر «الربوبية» أو «العناية المستمرة»، فإن الأديان كلها قائمة على فكرة التمجيد لقوة لها صلة بالحوادث اليومية، ولها عناية دائمة بالكائنات، لا تنفك عن إمدادها وتدبيرها، وذلك هو أصل فكرة العبادة التي لا يتحقق اسم الديانة بدونها.
أما الفلسفات التي تؤمن بالألوهية فليست كلها تؤمن بهذه الربوبية؛ إذ إن بعضها كان يرى أن صلة الإله بالعالم إنما هي صلة العلة الأولى والسبب البعيد الذي أدى عمله، وانتهت مهمته، وأن مثله كمثل المهندس البناء حين يفرغ من رسم البيت وبنائه، ويصبح لا شأن له بسياسته وتدبيره، أو - على الأقل - لا صلة له بتدبير عالمنا الأرضي.
3
والآن دع هذه الفصيلة من المذاهب الفلسفية - أعني: فصيلة المذاهب المتخلفة عن قافلة الأديان - وخذ بنا في المقارنة بين الدين وبين الفلسفات التي تلتقي مع الديانات، لا في موضوعها وحسب، بل في أصولها العامة التي أشرنا إليها، فهل ترى يصل أمر التقارب بينهما إلى حد الاتفاق في كل شيء، حتى يصبحا اسمين لمسمى واحد؟
هيهات! فقد بقيت وستبقى بينهما فروق كثيرة، يراها بعض العلماء في الوسائل والمناهج، وبعضهم في المصادر والمنابع، وبعضهم في الظروف والملابسات؛ ونراها نحن في شيء أعمق من هذا كله، في العناصر المقومة لحقيقة كل منهما.
فلنبدأ بعرض مقالات السابقين ونقدها، ثم نختم بما نراه نحن في هذه القضية: (3-1) رأي الفارابي في كنه هذا الاختلاف
अज्ञात पृष्ठ