धर्म
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
शैलियों
فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه (الزمر: 18)، وفي هذا المعنى تقول الحكمة النبوية: «لا تكونوا إمعة: تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا.»
2
أما كيف تتحرر العقول من هذا الأسر الاجتماعي القاهر، فإن القرآن يعلن أنه ليس لذلك إلا وسيلة واحدة، وهي التفكير الفردي الهادئ، المتحرر من كل القيود إلا قيود البداهة والمنطق السليم:
قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا (سبأ: 46).
3
وأخيرا نرى المذهب التعليمي ساريا في القرآن كله، إلى جانب ما فيه من التوجيه المستمر إلى الاعتبار بتلك الآيات الواضحة، والدلائل اللائحة، في الأنفس والآفاق. فالقرآن يقرر أن الرحمة الإلهية لم تكتف بدلائل العقل، حتى أيدتها بشواهد النقل، وأنها قطعت حجة كل غافل وكل متواكل، فأرسلت
رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل (النساء: 165)،
وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون (الأعراف: 173)، هكذا يلتقي في محيط القرآن ما رأيناه قد تشعب عند العلماء من مسالك الاعتبار، ومذاهب البحث والنظر.
وإنه لن يسع الباحث المنصف، متى تحقق من هذه الإحاطة العلمية الشاملة، إلا أن يرى فيها آية جديدة على أن القرآن المجيد ليس صورة لنفسية فرد، ولا مرآة لعقلية شعب، ولا سجلا لتاريخ عصره، وإنما هو كتاب الإنسانية المفتوح ، ومنهلها المورود. فمهما تتباعد الأقطار والعصور، ومهما تتعدد الأجناس والألوان واللغات، ومهما تتفاوت المشارب والنزعات؛ سيجد فيه كل طالب للحق سبيلا ممهدا، يهديه إلى الله على بصيرة وبينة.
ولقد تركناها آية فهل من مدكر (القمر: 15).
अज्ञात पृष्ठ