दीन इंसान
دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
शैलियों
ونجد الاعتقاد نفسه لدى جماعات الهنود الحمر الأخرى مع اختلاف التسميات. فلدى هنود ميامي وأوتاوا وإلينوي، يقوم المعتقد الديني على الإيمان بقوة شمولية كلية السلطان وكلية الحضور يدعونها مانيتو، يتجلى حضور هذه القوة من خلال دورة الأيام والفصول وخصب الأرض وطاقة الحركة في الأحياء وأفعال الأرواح غير المرئية، وهو حضور لا يمكن حصر آثاره لأنه أساس كل التحولات الجارية في العالم. وإضافة إلى هذا التجلي للمانيتو على المستوى الطبيعي، فإن له تجليا آخر على المستوى الاجتماعي؛ فعن طريق الأحلام يتلقى القادة عون القوة على اتخاذ القرارات، ومنها يتم استلهام أغان ورقصات جديدة، وما إلى ذلك من فنون وطقوس تعيد شحن الحياة الثقافية للجماعة؛ فهي مصدر الوحي والحياة الفكرية والروحية والجمالية للإنسان. وهم يطلقون التسمية مانيتو بصيغة المفرد للدلالة على القوة الموحدة والجامعة للأجزاء، وأيضا بصيغة الجمع للدلالة على جملة الأرواح الكائنة في هذه القوة الموحدة.
4
ويطلق هنود الأراضي السهلية على القوة تسميات معادلة للمانيتو، منها زوبي
Xube
وواكان
Wakan
وبوها
. ورغم أن هذه الكلمات قد ترجمت إلى «الروح الكبرى» أو «السر الأعظم»، وبما يتفق مع مفاهيم الرجل الأبيض، إلا أن الدراسات الحديثة تفيد الآن بضرورة استخدام تعابير أكثر دقة؛ فكلمة واكان مثلا ينبغي أن تترجم إلى «كلي القداسة»، وهي ترمز أحيانا إلى ست عشرة شخصية إلهية.
5
وفي الحقيقة، فإن تأثير الثقافة الأوروبية قد أدى إلى إدخال تحويرات عميقة على المعتقدات الدينية للهنود الحمر، ومنها إلى ظهور مفهوم الشخصيات الإلهية الخالقة، وهو مفهوم لم يكن له وجود، أو أنه قد وجد بشكل جنيني غير واضح في بعض الأحيان. فلدى هنود كاليفورنيا الذين وجدت لديهم ميثولوجيات متأخرة تدور حول شخصيات إلهية مكتملة، كان المعتقد الأصلي يتركز حول مفهوم للقوة الكونية غير المشخصة تتخلل الكون، فهي أقرب ما تكون إلى ساح دينامي ينطوي على كل الممكنات وينتج كل الأشياء، وذي طبيعة حيادية بعيدة عن المعايير الأخلاقية.
अज्ञात पृष्ठ